وبعد، فإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، ومن معاني هذا الحديث أن الله قد يبتلي هذا الدين بالفاجر المُبطل فيقول ما يوقظ المسلمين وينبّههم إلى دفعه، فيتأيّد بذلك الدينُ. ولعل هؤلاء الفجّار (من أمثال الخواجة ميشيل وعصابته ومن يرى رأيه) مصدرُ خير للمسلمين إن شاء الله، وإنّ من المصائب أحياناً ما يفيد، وقد يأخذ الإنسان من الحية أو العقرب ما ينفعه ويتداوى به.

وهذه حادثة من مئات الحوادث: هذا الخواجة المسيحي الذي يدرّس تاريخ القرآن والحديث والفقه، والذي جاء بكل ما رآه القرّاء في المقالة الماضية، يصرّ على أقواله وتبلغ به قلة الحياء إلى دعوة المسلمين إلى مناظرته فيها، ثم هو لا يزال في منصبه! ومن الطلاب المسلمين من انزلقت أرجلهم معه في كل ما يقول، يؤيدونه فيه، واستقر ذلك في نفوسهم حتى دفع هذا الطالبَ المسلم إلى الدفاع عنه! شبّان المسلمين يحالفون المدرّس الجاهل النصراني على آبائهم وإخوانهم، ويتآمرون مع الجريدة المتعصبة على دينهم وأدبهم ... أفلا تستحق هذه الظاهرة شيئاً من اهتمام القائمين على إدارة الجبهة الإسلامية؟

أكرر القول بأننا لا نحتاج إلى الهدم حاجتَنا إلى البناء، وأن مصدر هذه الظاهرة في الشبان ليس النقص في الإيمان ولا الفطرة السيئة، فهم مولودون على الفطرة النقية والإيمانُ مستقر في أعماق نفوسهم من الصغر، ولكن مصدرها الجهلُ بالدين.

أنا أعتقد أن هذا الطالب الذي ردّ عليّ ودافع عن أمور واضحة البطلان ليس له أقل اتصال بالعلم، وهو لم يكن منافقاً ولا كاذباً، ولكنه كان مقتنعاً بينه وبين نفسه بأن ما قاله هو الحق،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015