القول ومَرَدة البيان، فلم يقدروا على أن يأتوا بمثل سورة صغيرة منه ... فجاء هذا «الخواجة» بعد ثلاثة عشر قرناً يبيّن للناس أنهم على ضلال، وأن أسلوب السُّوَر المكية من السَّجْع المعروف عند عرب الجاهلية وبعض كُهّانهم. أين كانت هذه الحقيقة مخبوءة؟
ويعلل «الخواجة ميشيل» اختلافَ أسلوب السور المكية عن المدنية بأن الرسول كان في أول دعوته "في حالة عصبية، يشعر شعوراً مبهماً، وكان مضطرباً، فلذلك أتى أسلوب السور الأولى (أي المكية) عنيفاً متقطعاً مبهماً".
ويتكلم «الخواجة» عن جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن، فيقرّر "أن هذه المجموعة الأولى لم تنل صفة رسمية، بل بقيت كمشروع خاص قام به أبو بكر وعمر". فهل في القرّاء من فهم معنى هذا الهذيان؟ وهل يُسمّى هذا اللغو المخالف للعلم والمنطق تاريخاً يُلقَى على طلبة مدرسة ثانوية؟ والمفروض في التاريخ الذي يلقى في المدارس الثانوية أنه خلاصة الحقائق الثابتة عند العلماء، لا ما يتمخض به ذهن المدرس الجاهل من خيال وسخف وهذيان!
والطامة الكبرى في كلامه على جمع عثمان للقرآن، إذ يقول ما نصه: "ولما ازدادت هذه الخلافات بين هذه الأقطار بشأن النص الأصلي للقرآن صمّم عثمان على وضع نص لا خلاف فيه". وهو كلام صريح في أن عثمان وضع نصّ القرآن!
إننا نترك ما في هذا الكلام من طعن بالإسلام لننظر في قيمته العلمية. أليس معنى هذا الكلام أن الرجل لم يفهم ماذا عمل