حديث أذيع سنة 1963
لقد عملوا مني قاضياً ومستشاراً مقرِّراً للدائرة الشرعية في محكمة التمييز، فهل يسوِّغ لي ذلك أن أنكر صلتي بالأدب؟ هل يجحد أحدٌ أصله وفصله؟ أنا أديب أولاً وآخراً، وأنا أُجِلّ الأدب وأقدّره، وعشت أطول فترة من حياتي به وله، ولكن أحب أن أعلن الليلة أنّي حربٌ على نوع من الأدب شاع وذاع حتى شغل الألسن والأسماع، هو هذا الأدب الجنسي.
لقد كان الفُسّاق منا إذا انحدروا إلى ما لا منحدَر بعده وبلغوا قرارة الفسوق، قرؤوا كتاب «رجوع الشيخ إلى صِباه». وهذه القصص التي تُعرَض في واجهات المكتبات، ويشتريها من شاء من البنين والبنات، إذا وُضع «رجوع الشيخ» إلى جنبها كان بالنسبة إليها «كتاب الأخلاق» لابن مَسكويه!
نعم، أنا أقدّر الأدب، ولكن هل تريدون مني أن أقدّر شعر بودلير وقصص أندريه جيد، وأن أقدّر بيرون الذي بدأ بالحب قبل أن يبدأ تعلم أحرف الهجاء، ففسق وهو في السابعة وأحب الغلمان الحسان الأماليد، ثم انتهى به الأمر أن أحب أخته، أخته يا سادة، حباً أثمر حَبَلاً؟! أتريدون أن أغتفر له هذا كله وأن