رأيت في أمستردام في هولندا (لما كنت فيها في السنة الماضية) عجوزاً ضئيلة نحيلة ترتجف من الكبر تريد أن تجتاز الشارع، فما وجدت من يأخذ بيدها، حتى أمسك بها وأجازها شاب مسلم كان معي، فخبّرني أن هذه العجوز المهمَلة كانت يوماً من ملكات الجمال اللواتي تلقى على أقدامهن القلوب والأموال. أفهذا خير، أم عجوز تزوجت وخلفت أولاداً وأحفاداً، فهي في عز وكرامة بين أولادها وأحفادها؟
يا بنتي، إن معك جوهرة، إن معك كأساً ثمينة من البلور النادر، وأمامك السوق يشتريها منك أهله بالثمن الغالي، وعلى الطريق لصوص (حرامية) يتزلفون إليك ويخدعونك ليأخذوها منك بلا ثمن، وإذا أُخذَت لا تعود، وإذا كُسرت لا تعوَّض، فتنبّهي!
إن السوق هو الزواج، والحرامية هم دعاة الاختلاط، فلا تمنحي أحداً ذرة من جمالك إلا بعد أن تربطيه من رقبته برباط الزواج.
يا بنتي اسمعي مني، فأنا والله ناصح لك، أنا «صديق المرأة» لا هؤلاء اللصوص.
* * *