يريد أن يعرف أحكامه ويتمكن منه، فدلوه على أحد المشايخ، فكان أول ما بدأه به أن يطلق لحيته وأن يختن نفسه، ثم بدأ يعلّمه أحكام الاستبراء والاستنجاء، والخلاف في جغرافية الوجه: هل يحدّه شمالاً أول الجبين أو منبت الشعر؟ وألا يضربه بالماء عند الوضوء لأن ذلك مكروه ... وأمضى سنة كاملة ما تعلم فيها إلا أقسام المياه، وأنها سبعة: طاهر مطهِّر غير مكروه، وطاهر مطهِّر مع الكراهة، وطاهر غير مطهِّر ... إلى آخره، وما حكم السمن الذي تسقط فيه فأرة والبئر التي تموت فيها هرة!
وثقوا أني أقول ما وقع، فكانت النتيجة أن الشاب رجع إلى ألمانيا وعاد إلى دينه!
وليس كلامي الآن عن غير المسلمين، بل إن الكثير من شباب المسلمين يحتاج إلى أن تدعوه إلى الإسلام من جديد. إن أعداء الإسلام ينصبون الشِّباك لاصطياد المسلمين، وشباكهم -مع الأسف- من الحرير الناعم، يضعون فيها كل ما يرغب فيه الشبان من ألوان الجمال وأنواع الملذات، يستعينون على اجتذابهم بالنساء وبالصور وبالملاهي، يخاطبونهم باللغة التي يفهمونها، يأخذونهم باسم حرية الفكر وحرية الاختلاط والتحرر من القيود.
بهذا وأمثاله أخذوا أكثر الشبان المسلمين وضمّوهم إلى صفوفهم. فإذا ألهم الله أحد الشبان الرجوع إلى الدين واتصل بأحد المشايخ، فماذا يجد؟
أنا أصف أمراضاً وأقرر حقائق، فلا يعتب عليّ أحد.