أركان الإسلام الأصلية ويبدأ بما وراءها، فيبذل جهداً في إقناع الشاب بإطلاق اللحية، لو بذله في تصحيح العقيدة وإقامة أركان الدين لحقق من ذلك ما يريد، ذلك لأن أصعب شيء على الشاب إطلاق لحيته، فإذا عرّفته بالله ولقّنته تعظيمه أطلق لحيته من نفسه بلا كلام، أما إذا بدأت بها فعملها على كره لها، ثم ثَقُل عليه أمرها فتركها فإنه يترك معها الدين كله. وقد شاهدنا هذا مراراً.

هذا مثال، فلا يقل بعض السامعين إن الطنطاوي يدعو إلى حلق اللحى ومخالفة السنة، فإننا في وقت حرج، والإسلام مُهاجَم في عقر داره، والإيمان نفسه مهدَّد. نحن الآن أمام خطر حقيقي وكفر صريح، فأجّلوا البحث في السنن والمكروهات، بل أجّلوا البحث في الأمور المختلَف بين فقهاء المذاهب الأربعة في أنها محرمة أو مكروهة.

* * *

خطيب الحرم في الجمعة الماضية قال كلمة صحيحة، هي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث ثلاث عشرة سنة في مكة لا يدعو فيها إلا إلى تصحيح العقيدة وإقرار التوحيد، فلما استقر التوحيد في النفوس وصحّت العقيدة نزلت عليه تفصيلات الشريعة وآيات الأحكام.

فلماذا لا يفعل العلماء والمرشدون والدعاة إلى الله مثل فعل رسول اللهصلى الله عليه وسلم؟ التوحيد هو الأصل، فلماذا نجد من يبدأ بفروع الفروع قبل الأصل؟

جاء مرة شاب ألماني إلى دمشق، هداه الله إلى الإسلام فهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015