نشرت سنة 1987
عجائب العالم القديم سبع: أهرام مصر، وحدائق بابل، وبقية السبع التي تعرفونها. وهي عجائب حقاً، ولكنها هياكل شيدت من حجارة قُطعت من صخور الجبل أو آجُرّ جُبِلَ من تراب الأرض ونضج على جَمْر الأفران، وهذه العجيبة الثامنة أثر من عمل الأذهان. تلك تحف من عمل السواعد القوية والأيدي الصَّنَاع، وهذه من عمل الفكر الخالص والقرائح العبقرية ... إنها كتب لو جُمعت لبُني منها هرم صغير أو لشيد برج هائل.
فهل يقاس أثر لا روح فيه (وإن لم يَخْلُ من عبقرية تَروع ناظريها ويُكبرها المتأمل فيها) بآثار حية تبعث الأرواح في الأجساد، وتثير السواكن من الأفكار، وتحرك القرائح فتدفعها إلى الابتكار؟
هل عرفتم «القاموس المحيط»؟ إن فيه ستين ألف مادة، فهل فيكم من قرأه كله؟ من يستطيع أن ينسخه بخطه نسخاً؟ فكيف بمن ألّفه تأليفاً؟ و «لسان العرب»، وهو أكبر منه وأوسع، فيه ثمانون ألف مادة. من قرأه منكم؟ ومن يستطيع أن يكتبه؟ وتاج العروس