إنه لا يكون أمن أو تكون عزة إلا بالخلق المتين وبالدين، فإن ذهبا لم يخلفهما شيء. وما القانون؟ هو الشرطي، فإن أمن العاصي أن يراه الشرطي أو يدري به القاضي أو يناله العقاب، ركب في طريق الغواية رأسَه فلم يردّه شيء. أما المؤمن فيردعه عن المعصية علمُه أن الله مطّلع عليه في سره وعلنه، وأما صاحب الخلق فربما رده خلقه وعصمه الله به. فلماذا نهدم بأيدينا هذين الحصنين، وندع الضعف والهوان يدخلان علينا بدخول الإلحاد والفجور؟

أوَمِن العدل أن تحفظ الحكومة أموال الناس من اللصوص وتضيّع عقائدهم، وتحمي جسومهم من القَتَلة وتبيح قلوبهم، وتقيم الحراس يحرسون البيوت والأثاث وتدع أعراض البنات وأخلاق الصبيان هملاً يسرقها ويعبث بها كل صحفي مفسد وشاعر ماجن وكاتب خبيث؟

سيقولون: حرية الكتابة.

نعم، إنها حرية ينبغي أن تصان وتُضمَن، ولا يُعتدَى عليها ولا يُنال منها، ولكن الدين والأخلاق ينبغي -كذلك- أن يُصانا وأن يُضمَنا وأن لا يُعتدَى عليهما ولا يُنال منهما. فإن تعارض الأمران فلنحمل أخف الضررين ولنقبل بأهون الشرّين، وأهونهما أن نخسر حرية الكتابة أحياناً لنحفظ الدين والشرف، لا أن نخسر الدين والشرف لنحفظ «حرية الكتابة»، ونقول لكل صاحب نِحلة ضالّة أو هوى خبيث أو رأي هدّام: اكتب ما تريد واطبعه، وهاته نقرأه على أبنائنا وبناتنا ونَصُبّه في عقولهم وننشّئهم عليه!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015