وقيل أن معنى " ده ": بالغ في التداهي والكذب، كما يفعل القين المضرب به المثل في قولهم " إذا سمعت بسرى القين فإنه مصبح ". ونقل من دها إلى داه مثل هاد وهائد ولاع ولائع، ودرين من الدرور أي درّ بذلك ثم در (?) ، وثني كما يقال دواليك وهذا ذيك، وعلى هذا المعنى أيضاً ثني على قول من يجعل دهدراً اسماً واحداً.
وقال أبو العلاء: دهدرين منصوب بفعل مضمر، وسعد القين يرتفع على أحد أمرين إما أن يكون نداء على قولك يا سعد القين فسعد منادى علم، والقين نعت له أي أنت عندي بمنزلة هذا الكذب، وإما أن يكون المعنى: أنت سعد القين، أي أنت مثله، وحذف (?) التنوين لكثرة الاستعمال كما قرأ بعضهم {قل هو الله أحد الله الصمد} (الإخلاص: 1) .
وقال أبو علي الفارسي: دهدرين صوت لم يؤخذ من فعل وإنما هو كناية عنه وبدل منه، كما كانت هيهات وهلم ونحو ذلك من الأصوات، ودهدرين اسم للباطل وقع بطل، لتضمنه معناه ووقوعه موقعه، وهو مبني كما بنيت شتان لأنها في معنى افترق، وهيهات لأنها في معنى بعد. وإذا كان ذلك كذلك، فسعد القين مرتفع به كما يرتفع ببطل لو استعمل بدله، وكذلك ما أتى بعد هيهات من الأسماء مرتفع به ارتفاع ما بعد الفعل به.
وقال غيره: دهدرين موضعه رفع لأنه خبر ابتداء محذوف كأنه قال: كلامك باطل أو فعلك (?) باطل، وكذلك سعد القين أي أنت سعد القين كما تقدم، والأمثال موضع إيجاز واختصار وقد ورد فيها من التوسع والحذف ما لم يجيء مثله إلا في أشعارهم.
وقد اختلف الرواة في حكاية لفظ المثل اختلافاً شديداص فرواه ابن الأعرابي " دهرين سعد القين " وكذلك أورده المؤلف في المتن (?) " دهرين سعد القين "