أورد ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية عن الفضيل بن عياض أنه قال: من ساء خلقه ساء دينه، وحسبه ومودته (?).

ومعاشرة الإخوان لها نصيب من ذلك كبيرٌ، فبحسن الخلق تدوم العشرة، وتأتلف القلوب، وتُسل السخائم من الصدور. فحريٌ بالإخوان أن يبسطوا وجوههم لإخوانهم، وأن ينتقوا أطايب الكلام لهم، وأن يغضوا عن هناتهم وزلاتهم ويلتمسوا لهم المعاذير.

فضلُ حسن الخلق:

إن حسن الخلق له أهمية بالغة، وأثراً كبيراً في حياة الأفراد والجماعات والأمم؛ فالأخلاق الحسنة سبب للسعادة في الدنيا والآخرة، وعامل مهم من عوامل النجاح للأفراد والمؤسسات، ورافد مهم من روافد نهضة الأمم، "ولما كانت الأمة الإسلامية متمسكةً بأخلاقها دانت لها الأمم"، حتى إن كثيراً من البلاد دخلت في دين الله حين رأوا أخلاق المسلمين الحسنة ومعاملتهم الطيبة، وأمانتهم العظيمة، إن من مقاصد البعثة المحمدية إتمام صالح الأخلاق، فإن الله بعث محمداً على حين فترة من الرسل ليتم به صالح الأخلاق وفاضلها، وتأمل في النصوص الآتية بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيها واجعل لها من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيها من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.

قال تعالى مثنياً على نبيه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم / 4]

(حديث أنس في الصحيحين) قال: كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحسن الناس خلقاً.

(حديث أنس في الصحيحين) قال لما قدم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة أخذ أبو طلحة بيدي إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال يا رسول الله إن أنساً غلامٌ كيسٌ فليخدمك، قال: فخدمته في الحضر والسفر فوالله ما قال لي لشيءٍ صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لِمَ لَمْ تصنع هذا هكذا.

(حديث أنس الثابت في الصحيحين) قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي أُفًّا قَطُّ وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا.

(حديث أبي هريرة الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِمَ صَالِحَ الأَخْلَاق.

(حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين) قال لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015