(11) التفكر في ما إذا قدم إلى القيامة وأهوالها وحديث البعث والنشور إلى ذبح الموت: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33]، فلفت النظر يقوي مراقبة العبد ربه.
(12) التفكر في ما إذا دخل أهل النار النار .. ، ماذا يوجد فيها من الأهوال في شدة عذابها؟!! .. ، قال تعالى: (إِنّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ) [المدثر: 35].
[*] قال الحسن رحمه الله تعالى: كبرت منذرة داهية عظيمة أعظم الدواهي ما أنذرت الخلائق بشيء قط أفظع منها.
وكيف قرت لأهل العلم أعينهم
أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا
والموت ينذرهم جهراً علانية
لو كان للقوم أسماع لقد سمعوا
أفي الجنان وفوز لا انقطاع له
أم الجحيم فلا تبقي ولا تدع
لينفع العلم قبل الموت عالمه
قد سأل قوم بها الرجعى فما رجعوا
(13) تفكر العبد في ذنوبه وأنه نسيه والله تعالى أحصاها ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاه، وأن الله يمكن أن يعطيه النعم استدراجاً قال تعالى: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا} [الكهف: 36]، في قصة صاحب الجنتين.
(حديث عقبة ابن عامر الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيمٌ على معاصيه فإنما ذلك منه استدراج.
[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:
(إذا رأيت الله تعالى) أي علمت أنه
(يعطي العبد) عبر بالمضارع إشارة إلى تجدد الإعطاء وتكرره
(من الدنيا) [ص 355] أي من زهرتها وزينتها
(ما يحب) أي العبد من نحو مال وولد وجاه
(وهو مقيم) أي والحال أنه مقيم
(على معاصيه) أي عاكف عليها ملازم لها
(فإنما ذلك) أي فاعلموا أنما إعطاؤه ما يحب من الدنيا
(منه) أي من الله