كانت حياتي بعمومها موضع الإعجاب والتقليد في أوساط المراهقات، وغير المراهقات على السواء.
وبالمقابل كان تألقي هذا موطن الحسد والغيرة التي شب أوارها في نفوس زميلات المهنة (?).
(إلى أن تقول: قد تتساءل صغيرتي: وهل كنت سعيدة حقاً يا أمي؟!
ابنتي الحبيبة لا تدري بأني قطعة من الشقاء والألم؛ فقد عرفت وعشت كل ما يحمل قاموس البؤس والمعاناة من معان وأحداث.
وتضيف قائلة: بات مألوفاً رؤيتي ساهمة واجمة، وقد أصبحت دمية يلهو بها أصحاب المدارس الفكرية على اختلاف انتماءاتها العقائدية لترويج أغراضهم ومراميهم عن طريق أمثالي من المخدوعين والمخدوعات، واستبدالنا بمن هم أكثر إخلاصاً، أو إذا شئت (عمالة) في هذا الوسط الخطر، والمسؤول عن الكثير من توجهات الناس الفكرية.
وجدت نفسي شيئاً فشيئاً أسقط في عزلة نفسية قائظة، زاد عليها نفوري من أجواء الوسط الفني ـ كما يُدعى ـ معرضة عن جلساته، وسهراته الصاخبة التي يرتكب فيها الكثير من التفاهات والحماقات باسم الفن أو الزمالة.
لم يحدث أن أبطلت التعامل مع عقلي في ساعات خلوتي لنفسي وأنا أحاول تحديد الجهة المسؤولة عن ضياعي وشقائي، أهي التربية الأسرية الخاطئة؟ أم التوجيه المدرسي المنحرف؟ أم هي جنايات وسائل الإعلام؟ أم كل ذلك معاً؟.
لقد توصلت ـ أيامها ـ إلى تصميم وعزم يقتضي تجنيب أولادي
مستقبلاً ما ألقاه من تعاسة مهما كان الثمن غالياً؛ إذ يكفي المجتمع أني قُدّمت ضحية على مذبح الإهمال والتآمر والشهوات (?).
وبعد ذلك تزوجت بالممثل محمد العربي الذي كان متململاً من حياة الفن، حريصاً على تطليق الشهرة التي حصل عليها من جراء الفن.
وبعد زواجهما قاما بزيارة للأراضي المقدسة، وطلقا حياة الفن والتعاسة إلى غير رجعة، فالتزمت هناء ثروت الحجاب، وكرست جهدها لرعاية زوجها وأولادها.
أما زوجها فقد أكرمه الله ـ كما تقول ـ بحسن التفقه في دينه، وتعليم الناس في المسجد.
وتقول: أولادي الأحباء لم يعرفوا بعد أن أباهم في عمامته، وأمهم في جلبابها كانا ضالين فهداهما الله، وأذاقهما حلاوة التوبة والإيمان (?).