ثم بعد ذلك تبين له أن القرآن يدعو إلى عبادة الله والإيمان باليوم الآخر، ويبين حقيقة الإنسان، وبدايته ونهايته، وتبين له الفارق بين القرآن وبين الإنجيل الذي كتب على أيدي مؤلفين مختلفين.
ولقد حاول أن يبحث عن أخطاء في القرآن ولكنه لم يجد، ومن هنا بدأ يعرف ما هو الإسلام حقيقة.
يقول: لقد أجاب القرآن على كل تساؤلاتي، وبذلك شعرت بالسعادة؛ سعادة العثور على الحقيقة.
وبعد قراءة القرآن الكريم كله خلال عام كامل بدأت أطبق الأفكار التي قرأتها فيه فشعرت بذلك أنني المسلم الوحيد في العالم.
ثم فكرت كيف أكون مسلماً حقيقياً، فاتجهت إلى مسجد لندن، وأشهرت إسلامي وقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.
حين ذلك أيقنت أن الإسلام الذي اعتنقته رسالة ثقيلة، وليس عملاً سهلاً ينتهي بالشهادتين (?).
ثم يواصل حديثه قائلاً: لقد ولدت، وعرفت إلى أين أسير مع إخواني من عباد الله المسلمين، ولم أقابل أحداً منهم من قبل، ولو قابلت مسلماً يحاول أن يدعوني للإسلام لرفضت دعوته بسبب أحوال المسلمين المزرية، وما تشوهه أجهزة إعلامنا في الغرب، بل حتى أجهزة الإعلام الإسلامية كثيراً ما تشوه الحقائق الإسلامية، وكثيراً ما تقف وتؤيد افتراءات أعداء الإسلام العاجزين عن إصلاح شعوبهم التي تدمرها الآن الأمراض الأخلاقية، والاجتماعية وغيرها.
لقد اتجهت للإسلام من أفضل مصادره، وهو القرآن الكريم، ثم بدأت أدرس سيرة الرسول"وكيف أنه بسلوكه وسننه علم المسلمين الإسلام، فأدركت الثروة الهائلة في حياة الرسول"وسنته، لقد نسيت الموسيقى، وسألت إخواني: هل أستمر؟ فنصحوني بالتوقف، فالموسيقى تشغل عن ذكر الله، وهذا خطر عظيم.
لقد رأيت شباباً يهجرون أهلهم، ويعيشون في جو الأغاني والموسيقى، وهذا لا يرضاه الإسلام الذي يحث على بناء الرجال.
وأما الملايين التي كسبتها في عملي السابق وهو الغناء فوهبتها كلها للدعوة الإسلامية (?).
هذه هي خلاصة قصة المغني البريطاني المشهور كات ستيفنز الذي رفض الشهرة والملايين، بعد أن هداه الله إلى طريق الحق.