(ثم توقفوا عن إغرائي بالرجوع .. ولجئوا إلى محاولة تشويه صورتي أمام الأسر الأفغانية، فقاموا بنشر أغلفة المجلات التي كانت تتصدرها صوري السابقة أثناء عملي كعارضة للأزياء، وعلقوها في الطرقات وكأنهم ينتقمون من توبتي، وحاولوا بذلك، الوقيعة بيني وبني أهلي الجدد، ولكن خاب ظنهم والحمد لله).
وتنظر (فابيان) إلى يديها وتقول:
(لم أكن أتوقع يوماً أن يدي المرفهة التي كنت أقضيها وقتاً طويلاً في المحافظة على نعومتها سأقوم بتعريضها لهذه الأعمال الشاقة وسط الجبال، ولكن هذه المشقة زادت من نصاعة وطهارة يدي، وسيكون لها حسن الجزاء عند الله سبحانه وتعالى إن شاء الله).
(توبة المغني البريطاني كات ستيفنز:
هذا الرجل كما يروي عن نفسه ولد في لندن قلب العالم الغربي، وتعلم في مدرسة كاثوليكية علمته مفهوم النصرانية للحياة والعقيدة، وما يفترض أن يعرفه عن الله، وعن المسيح عليه السلام وعن القدر، والخير، والشر.
كانت الحياة حول هذا الرجل مادية كلها، فكانت أجهزة الإعلام تعلم الناس بأن الغنى هو الثروة الحقيقية، وأن الفقر هو الضياع الحقيقي؛ فما كان منه إلا أن اختار طريق الغنى، فالتمس الغنى بالغناء، فبلغ قمة الشهرة، وأصبحت الأموال طوع يمينه وشماله، حينئذ بدأ القلق ينتابه خشية السقوط؛ فلجأ إلى الخمر، وبدأ يكره الحياة، واعتزل الناس، وأصيب بالسل، ونقل إلى المستشفى ثم بدأ يفكر في ما هو عليه، فلم يقتنع تماماً بتعاليم الدين النصراني، وبدأ يبحث عن السعادة التي لم يجدها في الغنى ولا في الشهرة، ولا في الكنيسة، فطرق باب البوذية، والفلسفة الصينية، فلم يجد السعادة، ثم انتقل إلى الشيوعية، ولكنه شعر بأنها لا تتفق مع الفطرة، فاتجه إلى العقاقير المهدئة؛ ليقطع هذه السلسلة القاسية من الحيرة، ثم رجع مرة أخرى إلى عالم الغناء.
وفي عام 1975م أهداه شقيقه الأكبر نسخة من القرآن، ثم بحث عن ترجمة لمعاني القرآن؛ ففكر في الإسلام الذي يعد في الغرب زوراً وبهتاناً رمزاً للعنصرية والعرقية.
يقول كات ستيفنز: ومن أول وهلة شعرت أن القرآن يبدأ بـ: (بسم الله) وليس باسم غير الله، وعبارة (بسم الله الرحمن الرحيم) كانت مؤثرة في نفسي، ثم تستمر الفاتحة فاتحة الكتاب: (الحمد لله رب العالمين) الحمد لله خالق العالمين (?).