ومع هذه الدواعي كلها صبر يوسف اختياراً وإيثاراً لما عند الله، فآثر مرضاة الله، وخوفه، وحمله حبُّه لله أن اختار السجن على الزنا (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) [يوسف: 33]

وعلم أنه لا يطيق صرف ذلك عن نفسه، وأن ربَّه تعالى إن لم يعصمه ويصرف عنه كيدهن صبا إليهن بطبعه، وكان من الجاهلين.

وهذا من كمال معرفته بربه، وبنفسه.

فماذا كانت العاقبة؟

لقد نال العز والسلطان، ونال الذكر الحسن، والثناء الجميل.

هذا في الدنيا، وإن له في الآخرة للجنة.

المثال الثاني: امرأة فرعون:

لما رفضت أبهة الملك، وآثرت الإيمان بالله_عز وجل_على ما يدعو إليه فرعون_بنى لها الله بيتاً في الجنة، ونجاها من فرعون وعمله، ونجاها من القوم الظالمين.

(المثال الثاني: امرأة فرعون:

لما رفضت أبهة الملك، وآثرت الإيمان بالله عز وجل على ما يدعو إليه فرعون بنى لها الله بيتاً في الجنة، ونجاها من فرعون وعمله، ونجاها من القوم الظالمين.

المثال الثالث: مؤمن آل ياسين:

لما ترك ما عليه قومه من الضلال المبين، وقال لهم: (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ) [يس: 25_27]

{تنبيه}: (وحتى يتضح أن التوبة طريق السعادة وضوحاً جلياً فإنني أعرض لك الصورة العامة لأحوال العصاة وما فيها من التعاسة والشقاء ثم أعرض لك نماذج لبعض أحوال العصاة.

(أولاً: الصورة عامة لأحوال العصاة:

النظر في حال العصاة يُقْصِر عن التمادي في الذنوب، ويقود العاقل إلى المبادرة إلى التوبة النصوح؛ فللعصاة نصيب غير منقوص من الذلة، والهوان، والصغار، والضنك، والشدة، والشقاء، والعذاب؛ فالمعصية تورث ذلك ولا بد؛ فإن العز كل العز، والسعادة كل السعادة إنما تكون بطاعة الله عز وجل.

قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) [فاطر: 10]

أي فليطلبها من الله؛ فإنه لا يجدها إلا في طاعته (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015