فَتَبَصَّرْ ولا تَشَمْ كلَّ برقٍ ... رب برق فيه صواعق حَيْنِ (?)

واغضضِ الطرفَ تَسْتَرح من غرام ... تكتسي فيه ثواب ذلٍّ وشين

فبلاء الفتى موافقة النفـ ... ـس وبدءُ الهوى طموح العين (?)

(وقال أيضاً: ما رأيت أعظم فتنة من مقاربة الفتنة، وقل أن يقاربها إلا من يقع فيها، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه (?).

وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.

(حديث عمران بن حصين رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من سمع بالدجال فلينأ عنه، فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات.

[*] قال العلامة شمس الحق أبادي في عون المعبود شرح سنن أبي داوود:

(من سمع بالدجال) أي بخروجه وظهوره

(فلينأ) بفتح الياء وسكون النون وفتح الهمزة أمر غائب من نأى ينأى حذف الألف للجزم أي فليبعد (عنه) أي من الدجال (وهو) أي الرجل

(يحسب) بكسر السين وفتحها أي يظن

(أنه): أي الرجل بنفسه

(فيتبعه) بالتخفيف ويشدد أي فيطيع الدجال

(مما يبعث به) بضم أوله ويفتح أي من أجل ما يثيره ويباشره

(من الشبهات) أي المشكلات كالسحر وإحياء الموتى وغير ذلك فيصير تابعه كافرا وهو لا يدري. أهـ

وهذا الحديث أصلٌ في اجتناب الفتن والبعد عنها، والله أعلم.

(ومن المثيرات التي يجدر بالإنسان تجنبها فضول الطعام، والمنام، ومخالطة الأنام؛ فإن قوة المعاصي إنما تنشأ من هذه الفضلات؛ فإنها تطلب مَصْرفاً، فيضيق عليها المباح، فتتعداه إلى الحرام (?).

ومن البعد عن المثيرات البعد عن الكتب التي تحرك نوازع الشر، وتحبب الفساد لقرائها، كما في بعض كتب الأدب التي تحتوي على الكلام البذيء، والأدب المكشوف الذي يستقر في أدمغة الشباب استقرار البارود.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015