قال الشيخ بصوته المتعب: وحيث أن هذه الليلة هي ليلة الثلاثين من رمضان فسيكون هذا آخر درس لهذا العام!!
يا للهول آخر درس!!! لقد قال الشيخ: آخر درس؟؟!! نعم قالها، ولكن قال بعدها وخنقته العبرة: لهذا العام، ولكن كان لسان الحال يقول: بل آخر درس إلى الأبد .. !!!
كان صوت لسان الحال أعلى من ذلك الصوت المثقل بالآلام فكأن الشيخ لم يقل: لهذا العام، وكأننا ما سمعناه قال إلا: آخر درس إلى الأبد!!!
إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها!!
نعم والله .. كان هذا ما شعرت به وشعر به من حضر ذلك الدرس الذي لا يُنسى أبد الدهر .. !!
حتى لقد رأيتُ من نقل عن الشيخ - قدس الله روحه - قوله هذا (آخر درس لهذا العام)، ولكن الناقل قد أسقط الكلمة الأخيرة وما قال إلا (آخر درس)!! ولا أشك في أنه لقي ما لقينا ونقل عن الفقيد ما قال لسان الحال لا ما قال هو .. !!
إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها!!
أعظم الله أجرنا وأجركم في فقيد الأمة وفقيد العلم والعلماء ..
على مثل ابن العثيمين فلتبك البواكي ..
لعمرك ما الرزية فقد مال ... ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شيخ ... يموت لموته خلق كثير
أ. هـ
تحدث الدكتور " عامر رضوي " عن آخر ساعة في حياة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنه كان يقرأ القرآن الكريم، ثم دخل في غيبوبة وبعدها بساعة انتقل إلى جوار ربه الكريم.
وقد وصف د. رضوي - الطبيب المعالج - الأيام التي قضاها بجوار الشيخ بأنه كان يحس بالألم لمرض الشيخ وأنه يتعامل معه مثلما يتعامل الابن مع أبيه، وقال: وكنت أدعو الله له بالشفاء ولكن قدر الله كان أسرع.
وذكر د. رضوي بأن الشيخ رحمه الله كان قليل الكلام، كثير الحمد والاستغفار، وقد سمعه يقرأ سورة الفاتحة وفي مرات أخرى كان يتمتم لصعوبة حالته الصحية وعندما سأل أبناءه عن ما يتمتم به الشيخ ذكروا بأنه يقرأ القرآن.