ناقتي هذه، فإنها ناقة نجيبة ذلول، فالزم ظهرها، فإن رابك من القوم ريب فانج عليها.

وخرج عياش راكباً ناقة عمر، وخرج معه أبو جهل والحارث بن هشام وقد بيتا له أمرا. . .

وعندما ابتعدوا عن المدينة التفت أبو جهل إلى عياش وقال له: يا ابن أخي، والله لقد استغلظت بعيري هذا، أفلا تعقبني على ناقتك هذه؟

قال عياش: بلى. . . واناخها ليتحول عنها لأبي جهل، فلما استوى على الأرض عدا عليه الرجلان فأوثقاه وربطاه. . . وساقا به إلى مكة على هذه الحال.

وعندما دخل أيو جهل وأخوه الحارث مكة يسوقان بعياش موثقا، وأهل مكة من حولهم معجبون بفعلهم، قال لهم أبو جهل: يا أهل مكة؛ هكذا فافعلوا بسفهائكم كما فعلنا بسفيهنا هذا!

أبو جهل يحبس عياشاً:

لم يستطع أبو جهل أن يعذب عياشاً لمقامه من هشام بن الوليد، فحبسه في السجن الذي حبس به سلمة بن هشام المخزومي من قبل.

وكان سلمة بن هشام – رضي الله عنه – ممن أسلم مبكرا وممن هاجر إلى الحبشة، فلما عاد منها فيمن عاد من المسلمين عدا عليه أبو جهل – لعنه الله – وضربه وعذبه وحبسه ومنع عنه الطعام والشراب في محاولة لرده عن دينه، ولكن سلمة ثبت، فلما يئس منه أبو جهل حبسه في بيت من بيوت مكة وجعل عليه عيناً لا تفارقه. . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015