وانصرفوا عن عياش فلم يؤذوه.
عياش يهاجر مع عمر بن الخطاب:
عندما أذن رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – للمسلمين بالهجرة إلى المدينة، اتّعد عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاصي أن يخرجوا من مكة فرادى وأن يلتقوا عند مكان في ظاهر مكة يقال له " التناصب " وقالوا: أيُّنا لم يصبح عندا فقد حُبس، فليمض صاحباه.
فأصبح عند التناصب عمر وعياش، وحبس هشام، فمضيا حتى قدما المدينة ونزلا في بني عمرو بن عوف بقباء.
أبو جهل يردّ عياشاً:
وخرج أبو جهل واخوه الحارث بن هشام حتى أتيا قباء، وقالا لعياش – وكان ابن عمهما واخاهما لامهما -: إن أمك قد نذرت ان لا يمس رأسها مشط حتى تراك، ولا تستظل من شمس حتى تعود.
ورق لها عياش، وعزم على العودة معهما. . . فلما علم عمر بذلك أتاه مسرعاً وقال له: يا عياش، انه والله ان يريدك القوم الا ليفتنوك عن دينك، فاحذرهم، فوالله لو أذى أمك القمل لامتشطت، ولو قد اشتد عليها حر مكة لاستظلت.
قال عياش، أبرّ قسم أمي، ولي هناك مال فآخذه.
قال له عمر: والله انك لتعلم اني لمن اكثر قريش مالا، فلك نصف مالي ولا تذهب معهما.
فأبى عياش إلا أن يخرج معهما. . .
فلما أبى إلا الخروج قال له عمر: أما إذا فعلت ما فعلت، فخذ