كما جعلناه أميًا لا يتهدى للخط ولا يحسنه؛ لتكون الحجة أثبت والشبهة أدحض.
وعن الخليل: كان الشعر أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثير من الكلام، ولكن كان لا يتأتى له. فإن قلت: فقوله:
أنا النبي لا كذب .... أنا ابن عبد المطلب
وقوله:
هل أنت إلا أصبع دميت .... وفي سبيل الله ما لقيت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سماوي يقرأ في المحاريب ويتلى في المتعبدات، وينال بتلاوته الفوز في الدارين، فكم بينه وبين الشعر الذي هو من همزات الشياطين؟
روينا عن البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا حتى يريه خير من أن يمتلئ شعرًا.
وفي "مسند أحمد بن حنبل" عن عائشة قالت: كان أبغض الحديث إليه الشعر.
وفي "المسند" أيضًا عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أبالي ما ركبت إذا أنا شربت ترياقًا أو علقت تميمة، أو قلت شعرًا من قبل نفسي".
قوله: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)، قاله صلوات الله عليه يوم حنين حين نزل ودعا واستنصر في حديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن البراء.