وإن فقدته فلا أباب: وهي أعلام للمسة والعبة والأبة، وهي المرة من الأب وهو الطلب (لَنْ تُخْلَفَهُ) أى لن يخلفك الله موعده الذي وعدك على الشرك والفساد في الأرض، ينجزه لك في الآخرة بعد ما عاقبك بذلك في الدنيا، فأنت ممن خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين. وقرئ (لن تخلفه) وهذا من أخلفت الموعد إذا وجدته خلفا. قال الأعشى:
أثوى وأقصر ليله ليزوّدا ... فمضى وأخلف من قتيلة موعدا
وعن ابن مسعود: (نخلفه)، بالنون، أى: لن يخلفه الله، كأنه حكى قوله عز وجل كما مر في (لِأَهَبَ لَكِ)] مريم: 19 [. (ظَلْتَ) وظلت، وظلت والأصل ظللت، فحذفوا اللام الأولى ونقلوا حركتها إلى الظاء، ومنهم من لم ينقل (لَنُحَرِّقَنَّهُ) و (لنحرقنه) و (لنحرقنه). وفي حرف ابن مسعود: (لنذبحنه)، و (لنحرقنه)، و (لتحرقنه): القراءتان من الإحراق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وقرئ: "لن تُخلفهُ")، ابن كثير وأبو عمرو: بكسر اللام، والباقون: بفتحها.
قوله: (أثوى وقصر) البيت، أثوى: أقام، وقيل: أثوى، أي: صار ضيفاً. وقصر ليله: أي: صيره قصيراً ليُزود، وقتيلةَ: اسمُ المحبوبة. يقولُ: صار العاشقُ ضيفاً في الحي ليرى معشوقه، وقصر ليله برجاء الوصال، فمضى الليلُ ووجد الموعد من قتيلة خُلفاً ولم يتمتع بوصالها.
قوله: (كما مر في (لأَهَبَ لَكِ))، قال: " (إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ) أمرني أن أهب لك، أو: هي حكايةٌ عن قول الله".
قوله: (القراءتان من الإحراق)، أي: "لنحرقنه" و"لتحرقنه"، بمعنى.