. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقلت: العجب أنه كيف نسي كلامه آنفاً: "أن قوله: (لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ) دعاء"، وخالف أهل التفسير فيه، وأقام له بمعاذير، وحين بلغ إلى الخبر المرفوع بهت وبهت.

وأما الحديث: فقوله: "لو رأيتني" إلى آخره: معناه: لرأيت أمراً عجيباً يبهت الواصف عن كنهه، فإني لما شاهدت تلك الحالة نهضت غضباً لله على عدو الله؛ لادعائه تلك العظيمة، فعمدت إلى حال البحر، فادسه في فيه، مخافة أن تدركه الرحمة لسعتها، مع علمي أن الصد عن رحمة الله غير جابر، الا ترى إلى قوله عليه السلام: "وأنا آخذ من حال البحر"، كيف يصور تلك الحالة في مشاهدته، ويستحضرها، ويستدعي منه العجب على فعله. ونحوه في الشاهد من ينتهز الفرصة على من يغضب ويحنق عليه، فإذا صادفها وفتك به، ربما اختلج في صدره من الفرح أنه بعدُ لم ينل منه، وأن له الخلاص منه.

ونحوه ما روى المصنف: "أن بني إسرائيل كانوا يقولون: إن فرعون أعظم شأناً من أن يغرق، وأنه ما مات، ولا يموت أبداً بعدما غرق".

على أن ليس للعقل مجال في أمثال هذا النقل الصحيح إلا التسليم ونسبة القصور إلى النفس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015