قرئ: (أَسس بنيانه)، و (أُسس بنيانه)، على البناء للفاعل والمفعول، و (أسس بنيانه)، جمع "أساس" على الإضافة، و"أساس بنيانه، بالفتح والكسر؛ جمع "أس"، و"أساس بنيانه"؛ على "أفعال"، جمع "أس" أيضا، و"أس بنيانه".
والمعنى: أفمن أسس بنيان دينه على قاعدة قوية محكمة، وهي الحق الذي هو تقوى الله ورضوانه، (خَيْرٌ أَمْ مَنْ) أسسه على قاعدة هي أضعف القواعد وأرخاها وأقلها بقاء، وهو الباطل والنفاق الذي مثله مثل (شَفا جُرُفٍ هارٍ) في قلة الثبات والاستمساك، وضع "شفا الجرف" في مقابلة "التقوى"، لأنه جعل مجازا عما ينافي التقوى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (قرئ: (أَسَّسَ بُنْيَانَهُ) و"أسس بنيانه"): قرأ نافع وابن عامر "أسس بنيانه"؛ بضم الهمزة وكسر السين ورفع النون، والباقون: بفتح الهمزة واسين ونصب النون من (بُنْيَانَهُ).
قوله: (والمعنى: أفمن أسس بنيان دينه): قال الواحدي: "البنيان: مصدر يراد به المبني هاهنا، والتأسيس: إحكام أُسِّ البناء، وهو أصله، المعنى: المؤسس بنيانه متقياً يخاف الله ويرجو ثوابه ورضوانه". تم كلامه.
اعلم أن أصل المعنى أن يُقال: أفمن أسس بنيان دينه على قاعدة قوية محكمة خير أم من أسس النبيان على قاعدة ضعيفة رخوة، ثم: أفمن أسس بنيان دينه على الحق خير أم من أسس بنيان دينه على الباطل، لأن الحق هو الثابت الذي لا يزول، والباطل بخلافه. فوضع موضع الحق "التقوى"، لأن التقوى تستلزم الحق، وموضع الباطل: (شَفَا جُرُفٍ هَارٍ)، على إرادة ما يُضاد التقوى، يصح التقابل، لأن ما يُضاد التقوى مستلزم للباطل.