وقرأ عمر رضي الله عنه: "والأنصار" بالرفع؛ عطفا على (السابقون)، وعن عمر: أنه كان يرى أنّ قوله: (والأنصار وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ) بغير واو، صفة للأنصار، حتى قال له زيد: إنه بالواو، فقال: ائتوني بأبي، فقال: تصديق ذلك في أول الجمعة:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقال ابن الجوزي: "قال عمرو بن العاص: فإنهم يخالفونك في عيسى ابن مريم. قال: فما تقولون في عيسى ابن مريم عليه السلام؟ قال: نقول كما قال الله تعالى: هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشر. قال: فرفع عُوداً من الأرض، وقال: يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان، والله ما يزيدون على ما نقول فيه، مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، فإنه الذي نجده في الإنجيل، وإنه الذي بشر به عيسى ابن مريم، انزلوا حيث شئتم، لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحملُ نعليه، وأمر بهدايا الآخرين فردت إليهما".

وأما الهجرة الثانية: فهي ما رويناه في "صحيح البخاري" عن ابن عباس: أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين، فمكث ثلاث عشرة سنة، ثم أمر بالهجرة، فهاجر إلى المدينة، فمكث بها عشر سنين، ثم توفي صلى الله عليه وسلم".

وأما تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة: فقد روى صاحب "الكامل": أنه في يوم الثلاثاء النصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهراً من مقامه بالمدينة، وقيل: على رأس ستة عشر.

وفي هذه السنة وقعت غزوة بدر الكبرى في شهر رمضان، في سابع عشرة، وقيل: في تاسع عشرة، وكانت يوم الجمعة.

وفي سن ست من الهجرة كانت عمرة الحديبية، وفيها بيعة الرضوان.

فعُلم أن بيعة الرضوان لم تكن بين الهجرتين، كما نقله المصنف.

قوله: (تصديق ذلك في أول الجمعة): يعني: يشهد لما ذكرت من أن الواو لازم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015