أي: عن يد مؤاتية غير ممتنعة، لأنّ من أبى وامتنع لم يعط يده،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأخرى بمعنى القدرة والغلبة، ومما ورد في حديث يأجوج ومأجوج: "وقد أخرجت عباداً لي لا يدان لحد بقتالهم"، فالتقدير: يعطوها إياكم بسبب قدرة لكم عليهم، كما يأخذ القاهر المستولي من المستولى منه.
وأمثال هذه المعاني لا تخفى على من له اليد الطولي في المعاني والبيان.
على أن الزجاج قد ذكر الوجوه فقال: " (عَنْ يَدٍ) أي: عن ذل عن اعتراف للمسلمين بأن أيديهم فوق أيديهم، وقيل: عن يد قهر، فهو كما تقول: اليد في هذا لفلان، أي: الأمر النافذ له، وقيل: عن نعام عليهم بذلك، لأن قبول الجزية منهم وترك أنفسهم عليهم نعمة عظيمة".
وأما صاحب "الانتصاف" فقد أنصف وقبل الوجوه بأسرها، وقال في قوله: "حتى يعطوها عن يد إلى يد [نقداً] غير نسيئة": "هو كقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تبيعوا الذهب بالذهب - إلى قوله - يداً بيد) "، وفي قوله: "عن يد قاهرة مستولية، أو المراد باليد هاهنا الإنعام": "هذا الوجه أملأ بالفائدة".
قوله: (عن يد مؤاتية): أي موافقة، الجوهري: "تقول: آتيته على ذلك الأمر مؤاتاة: إذا وافقته وطاوعته".