ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

روينا عن الترمذي وأبي داود عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده، أوشك أن يعمهم الله بعقاب".

وروى الترمذي أيضاً عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهاهم علماؤهم، فمل ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم، وآكلوهم وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون".

والفتنة على القول الثاني: افتراق الكلمة، هو ما حدث بين أصحاب بدر يوم الجمل، والمخاطبون هم حينئذ خاصة، نهوا عن القربان منها، ولذلك كان "من" بياناً.

فإذا قيل لك: اتق فتنة شأنها كيت وكيت، أريد: أنك إذا تعرضت لها أصابتك ألبتة، وإن اتقيت عنها سلمت. وليس معناه: أن تعرضك لها سبب لإصابة الغير، ولا تعرض الغير سبب لإصابتها إياك، كما في الوجه الأول.

والواقع هذا؛ لما روينا عن البخاري ومسلم وأبي داود عن الأحنف قال: خرجت وأنا أريد هذا الرجل، فلقيني أبو بكرة، فقال: أين تريد؟ قلت: أريد نصر ابن عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا أحنف، ارجع، فغني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار". قال: فقلت- أو: قيل-: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: "إنه كان حريصاً على قتل صاحبه".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015