وقرئ: "أمنة" بسكون الميم، ونظير: أمن أمنة: حيي حياة، ونحو: أمن أمنة: رحم رحمة، والمعنى: أن ما كان بهم من الخوف كان يمنعهم من النوم، فلما طمأن الله قلوبهم وأمنهم رقدوا. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: " النعاس في القتال أمنة من الله، وفي الصلاة: وسوسة من الشيطان".
(وَيُنَزِّلُ) قرئ بالتخفيف والتثقيل، وقرأ الشعبي: "ما ليطهركم به"، قال ابن جني:
"ما" موصولة وصلتها حرف الجر بما جره، فكأنه قال: ما للطهور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليك، والضمير في "فهو" عبارة عن النوم. المعنى: يخاف النوم أن يدخل عين أعدائك، فهو لذلك نفار شرود.
قال في "الانتصاف": "وفيه بُعد؛ لأن هذه الاستعارة البعيدة للنوم قد تستحسن في الشعر لبنائه على المبالغة، وغلبة باطله على حقه، ولا يوجد مثلها في الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه".
قلت: إن منع استعمال المجاز في كتاب الله المجيد يتمشى له هذا المنع، وإلا هذا منه غير مستحسن، لأن هذا الأسلوب في الدرجة القصوى من البلاغة، وكلام الله إنما كان معجزاً من حيث اللفظ والمعنى إذا استعمل فيه أمثال ذلك.
قوله: (حيي حياة): أصله: حيية، قلبت الياء ألفاً؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، وكتبت ألفه واواً للتفخيم.
قوله: (وقرأ الشعبي: "ما ليطهركم [به] "، قال ابن جني: "ما"موصولة)، فالتقدير: وينزل عليكم من السماء الذي لطهارتكم أو لتطهيركم. واللام التي في قراءة الجماعة هي اللام في قولك: