وعن أبي قلابة: الطوفان الجدري، وهو أوّل عذابٍ وقع فيهم، فبقي في الأرض، وقيل: هو الموتان، وقيل: الطاعون، فقالوا لموسى: ادع لنا ربك يكشف عنا ونحن نؤمن بك، فدعا فرفع عنهم، فما آمنوا، فنبت لهم تلك السنة من الكلأ والزرع ما لم يعهد بمثله، فأقاموا شهراً، فبعث الله عليهم الجراد، فأكلت عامة زروعهم وثمارهم، ثم أكلت كل شيءٍ حتى الأبواب وسقوف البيوت والثياب ولم يدخل بيوت بني إسرائيل منها شيء، ففزعوا إلى موسى، ووعدوه التوبة، فكشف عنهم بعد سبعة أيام، وخرج موسى عليه السلام إلى الفضاء، فأشار بعصاه نحو المشرق والمغرب، فرجع الجراد إلى النواحي التي جاء منها، فقالوا: ما نحن بتاركي ديننا، فأقاموا شهراً، فسلط الله عليهم القمل- وهو الحمنان في قول أبي عبيدة: كبار القُردان، وقيل: الدبا، وهو أولاد الجراد. قيل: نبات أجنحتها. وقيل: البراغيث، وعن سعيد بن جبير: السوس- فأكل ما أبقاه الجراد، ولحس الأرض، وكان يدخل بين ثوب أحدهم وبين جلده فيمصه، وكان يأكل أحدهم طعاماً فيمتلئ قُملاً، وكان يخرج أحدهم عشرة أجربةٍ إلى الرحى، فلا يرد منها إلا يسيراً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلام سيبويه. وكأن هذا القائل اغتر بتشبيه الخليل لها بـ"متى" فظنها بمعنى "متى". وإنما شبه الخليل بها "ما" الثانية من "مهما" في لحوقها زائدةً مؤكدة.

قوله: (وهو الحمنان)، النهاية: "الحمنانة من القراد دون الحلم، أوله: فمقامة، ثم حمنانة، ثم قراد، ثم حلمة، ثم عل". والحلمة بالتحريك: القراد الكبير، والجمع: الحلم.

قوله: (الدبا). الدبا - مقصور -: الجراد قبل أن يطير. وقيل: نوع يشبه الجراد، واحدته: دباة. في "النهاية".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015