. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.

في قوله: "إن المشيئة متناولة لهم" إشارة إلى أن قوله تعالى: (إنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) أيضاً كناية، والثانية كالتذييل للأولى، فحصل في الكلام كنايتان وتصريح:

أما الكناية الأولى فتلويحية لتوسيط لوازم بني ما عليه التلاوة، وبين ما هو المقصود، وهو توريث أرض مصر بني إسرائيل، وإهلاك عدوهم، وبيانها أن المقام مقام التسلية، كما قال المصنف: "فجزعوا منه وتضجروا يسكنهم ويسليهم ويعدهم النصرة عليهم".

ولا ارتياب أن المراد بالأرض أرض مصر، وكان القبط مسلطين عليها، مملكين فيها، فلما قيل: (يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) علم أن لابد من نزعها من أيدي القبط، وإيتائها غيرهم. ولما لم يكن لهم عدو يناوئهم وينازعهم سوى موسى، ومن معه من بني إسرائيل، وضم إليه مقام التسلية، تناولهم تناولاً أولياً. وهو المراد من قوله: "إن المشيئة متناولة لهم" فكأنه قيل: إن الأرض لله، يورثها إياكم يا بني إسرائيل.

وإلى الكناية أشار الواحدي بقوله: "أطمعهم موسى عليه السلام بقوله: (إنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) أن يعطيهم الله أرض فرعون وقومه بعد إهلاكهم".

وكذا الإمام بقوله: "هذا إطماع من موسى عليه السلام لقومه في أن يورثهم الله أرض فرعون بعد إهلاكهم. وذلك معنى الإرث، وهو: جعل الشيء للخلف بعد السلف".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015