(وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) بشارةٌ بأن الخاتمة المحمودة للمتقين منهم ومن القبط، وأن المشيئة متناولةٌ لهم. وقرأ: "وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ"- بالنصب- أبيٌّ وابن مسعود، عطفاً على (الأرض).

(أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَاتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا) يعنون: قتل أبنائهم قبل مولد موسى عليه السلام إلى أن استنبئ، وإعادته عليهم بعد ذلك، وما كانوا يستعبدون به ويمتهنون فيه من أنواع الخدم والمهن ويمسون به من العذاب، (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ) تصريحٌ بما رمز إليه من البشارة قبل، وكشفٌ عنه، وهو إهلاك فرعون واستخلافهم بعده في أرض مصر، (فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ): فيرى الكائن منكم من العمل حسنه وقبيحه، وشكر النعمة وكفرانها، ليجازيكم على حسب ما يوجد منكم. وعن عمرو بن عبيد رحمه الله: أنه دخل على المنصور قبل الخلافة وعلى مائدته رغيفٌ أو رغيفان، فطلب زيادةً لعمروٍ فلم توجد، فقرأ عمروٌ هذه الآية، ثم دخل عليه بعد ما استخلف فذكر له ذلك، وقال: قد بقي (فينظر كيف تعملون).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ..

عاماً، وإن كان الغرض نفسه، ليدخل فيه دخولاً أولياً على سبيل الكناية.

قوله: ((عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ): تصريح بما رمز إليه من البشارة قبل، وكشف عنه): أراد به ما قال: " (والعاقبة للمتقين): بشارة بأن الخاتمة المحمودة للمتقين منهم ومن القبط، وأن المشيئة متناولة لهم".

وفيه أنه كناية رمزية، لأن المسافة من المذكور إلى المقصود قريبة، وفيها نوع خفاء. ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015