(وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ) أي: من صفات الله وأحواله، يعني: قدرته الباهرة وشدّة بطشه على أعدائه، وأن بأسه لا يردّ عن القوم المجرمين.

وقيل: لم يسمعوا بقوم حلّ بهم العذاب قبلهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ونصيحة الأئمة: أن تطيعهم في الحق، ولا ترى الخروج عليهم إذا جاروا.

ونصيحة عامة المسلمين: إرشادهم إلى مصالحهم في الدنيا والدين".

وجماع القول فيه: أن النصيحة هي خلوص المحبة للمنصوح له، والتحري فيما يستدعيه حقه، فلا يبعد أن يدخل في المعنى ما رويناه عن البخاري ومسلم والترمذي عن معاذ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً" فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشر به الناس؟ قال: "لا تبشرهم فيتكلوا". ويدخل فيه أيضًا قوله تعالى: (تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا) [التحريم: 8]، قال: "التوبة النصوح: هي أن ينصحوا بالتوبة أنفسهم فيأتوا بها على طريقتها، متداركةً للفرطات، ماحيةً للسيئات"، وعلى هذا جميع أعضاء الإنسان، كل على حسب ما خلق لأجله.

قوله: (أي: من صفات الله وأحواله). قيل: فيه نظر، لأن الحال صفة سريعة الزوال، وشيكة الانتقال، تدل على التغير والانفعال، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

والجواب أن المراد بالأحوال: الشؤون التي يبديها، كقوله تعالى: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَانٍ) [الرحمن: 29].

وإليه الإشارة بقوله: "وشدة بطشه على أعدائه".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015