. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم" هذا رواية مسلم. وأخرج نحوه الترمذي عن أبي هريرة.
قال أبو سليمان الخطابي: "النصيحة: كلمة جامعة يعبر بها عن جملة إرادة الخير، وليس يمكن أن يعبر بهذا المعنى بكلمة وجيزة يحصرها ويجمع معناها غيرها، كما قالوا في "الفلاح": ليس في كلامهم كلمة أجمع لخير الدنيا والآخرة منه.
فقوله صلي الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" يريد: عماد أمر الدين إنما هو النصيحة، وبها ثباته، كقوله صلي الله عليه وسلم: "الأعمال بالنيات"، أي: صحتها وثباتها بالنية.
فمعنى نصيحة الله: الإيمان به وصحة الاعتقاد في وحدانيته، وترك الإلحاد في صفاته، وإخلاص النية في عبادته، وبذل الطاعة فيما أمر به ونهي عنه، والاعتراف بنعمته والشكر له عليها، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه، وحقيقة هذه الإضافة راجعة إلى العبد في نصيحة نفسه، والله غني عن نصح كل ناصحٍ.
ومعنى نصيحة الكتاب: الإيمان به، وبأنه كلام الله ووحيه وتنزيله، لا يقدر على مثله أحد من المخلوقين، وإقامة حروفه في التلاوة، والتصديق بوعده ووعيده، والاعتبار بمواعظه، والتفكر في عجائبه، والعمل بمحكمه، والتسليم لمتشابهه.
وأما النصيحة لرسول الله صلي الله عليه وسلم: فهو التصديق بنبوته، وقبول ما جاء به ودعا إليه، وبذل الطاعة فيما أمر ونهي، والانقياد له، وإيثاره بالمحبة فوق نفسه، ووالده، وولده، والناس أجمعين.