(رِسالاتِ رَبِّي): ما أوحي إليّ في الأوقات المتطاولة، أو في المعاني المختلفة من الأوامر والنواهي والمواعظ والزواجر والبشائر والنذائر.
ويجوز أن يريد رسالاته إليه وإلى الأنبياء قبله من صحف جدّه إدريس، وهي ثلاثون صحيفة، ومن صحف شيث وهي خمسون صحيفة.
(وَأَنْصَحُ لَكُمْ) يقال: نصحته ونصحت له، وفي زيادة اللام مبالغةٌ ودلالةٌ على إمحاض النصيحة وأنها وقعت خالصة للمنصوح له مقصوداً بها جانبه لا غير، فرب نصيحة ينتفع بها الناصح، فيقصد النفعين جميعاً، ولا نصيحة أمحض من نصيحة الله تعالى ورسله عليهم السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحيدرة: من أسماء الأسد. والسندرة: مكيال ضخم.
أي: أقتلهم قتلاً سريعاً.
وفي رواية مسلم: "قالها - أي: الأبيات - في مبارزة المرحب، ثم ضرب رأسه، فقتله".
قوله: ((رسالات ربي): ما أوحي إلى). يعني: إنما جمع: (رسالات ربي) لاختلاف أوقاتها، أو لتنوع معانيها، أو لكثرة المنزل عليهم من الرسل.
قوله: (ولا نصيحة أمحض من نصيحة الله ورسله)، لاجتماع الرسل قاطبةً على نحو قوله: "قل ما سألتكم عليه أجراً فهو لكم إن أجري إلا على الله"، وأصل النصح في اللغة: الخلوص، يقال: نصحت العسل: إذا خلصته من الشمع، ويقال: هو مأخوذ من: نصح الرجل ثوبه، أي: خاطه، شبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح له بفعل الخياط فيما يسد من خلل الثوب.
واعلم أن النصيحة باب عظيم في الدين، روينا عن مسلم وأبي داود والنسائي عن تميم الداري: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن الدين النصيحة" ثلاثاً، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله