ولا تصدّ لتوبةٍ واعتذار، (أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ): واجمون متحسرون آيسون.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخيرات ليشكروا فما شكروا وداموا على ما كانوا عليه من البطر، وما غيروا من حالهم.

وقيل: هو صفة "شيئاً" مفعول "لم يزيدوا". ويدفعه لفظة "غير"، وقيل: هو حال من فاعل "لم يزيدوا"، و"من": مزيدة، أي: لم يزيدوا على الفرح حال كونهم غير منتدبين لشكر، ولا متصدين لتوبة. ويمكن أن يقال: إنه صفة مصدرٍ محذوفٍ من حيث المعنى، وإن القرينتين عبارتان عن عدم تغيير الحال، أي: أخذناهم بالبأساء ليتضرعوا ويتوبوا، ثم فتحنا عليهم أبواب السماء ليشكروا، فما نفعهم ذلك. كأنه قيل: حتى إذا استمروا على البطر استمراراً من غير انتدابٍ لشكر، ولا تصد لتوبةٍ، أخذناهم بغتة. نظيره: ما ذكره في "القصص": "الغابط: هو الذي يتمنى مثل نعمة صاحبه، من غير أن تزول عنه". وفي الحديث: "من سن سنة حسنةً، فله أجرها وأجر من عمل بها، من غير أن ينقص من أجورهم شيء".

هذا على تقرير المصنف، لكن معنى الآية ما ذكرناه. والله أعلم.

قوله: "من غير انتدابٍ لشكر"، يقال: ندبه لأمر، فانتدب له: أي: دعاه له، فأجاب.

قوله: ({أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً {. قال أبو البقاء: " {بَغْتَةً {: مصدر في موضع الحال من الفاعل، أي: مباغتين، أو من المفعولين، أي: مبغوتين. ويجوز أن يكون مصدراً على المعنى، لأن {أَخَذْنَاهُم {بمعنى: "بغتناهم"، و {إِذَا {للمفاجأة، وهي ظرف مكان، و {هُم {: مبتدأ، و {مُبْلِسُونَ {: خبره، وهو العامل في {إذَا {".

قوله: (وأجمون)، الجوهري: "وجم من الأمر وجوماً، والواجم: الذي اشتد حزنه حتى أمسك عن الكلام".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015