وروي: «لا تبتدئ اليهوديّ بالسلام، وإن بدأك فقل: وعليك». وعن الحسن: يجوز أن تقول للكافر: وعليك السلام، ولا تقل: ورحمة اللَّه؛ فإنها استغفار. وعن الشعبي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورووا عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم))، قال صاحب ((الجامع)): السام: الموت. قال الخطابي: عامة المحدثين يروون هذا الحديث بإثبات الواو في ((وعليكم))، وكان سفيان بن عيينة يرويه بغير واو، وقال: هو الصواب؛ لأنه إذا حذف الواو صار قولهم الذي قالوه بعينه مردوداً عليهم خاصة، وإذا أثبت الواو وقع الاشتراك معهم والدخول فيما قالوه؛ لأن الواو تجمع بين الشيئين.
وقلت: روينا في ((صحيح البخاري)) من عدة نسخ مقروءة، عن أنس بن مالكٍ رضي اله عنه، قال: مر يهوديٌّ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: السام عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وعليك))، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتدرون ما يقول؟ قال: السام عليك))، قالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟ قال: ((لا، إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم)) في الموضعين بالواو، وقد تكرر أن بدخول الواو العاطفة قد تقطع عن ما عطفت عليه لإفادة العموم بحسب اقتضاء المقام، فيقدر: عليك اللعنة وعليك الغضب وعليك السام ونحوها، يؤيده ما روينا أيضاً في ((الصحيح)) عن عائشة قالت: استأذن رهطٌ من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليك، فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: ((يا عائشة، إن الله عز وجل رفيقٌ يحب الرفق بالأمر كله))، قلت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: ((قلت: وعليكم)) يريد- والله أعلم- أني قلت ما قلت وزدت عليه لكن بالرفق.
قوله: (يجوز أن تقول للكافر: وعليكم السلام). الراغب: حق من يؤتى شيئاً أن يؤتي مثله وأحسن منه، والسلام ها هنا السلم، وهو أصله، قال: وهذا أمرٌ منه تعالى أن من