يشاكها، وحتى انقطاع شسع نعله إلا بذنب، وما يعفو اللَّه أكثر".

(وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا)، أي: رسولاً للناس جميعاً، لست برسول العرب وحدهم،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجوهري: شاكتني الشوكة: إذا دخلت في جسده.

قوله: (أي: رسولاً للناس جميعاً) يريد أن تقديم (لِلنَّاسِ) على عامله وهو (رَسُولاً) يفيد في هذا المقام معنى القصر القلبي، وبيانه أن اللام في (لِلنَّاسِ) للاستغراق، وهو في مقابلة البعض؛ لأنه رد لزعم اليهود أنه مبعوثٌ إلى العرب خاصةً دون كل الناس، وإليه الإشارة بقوله: ((لست برسول العرب وحدهم، أنت رسول العرب والعجم)) أي: جميع أصناف الناس؛ لأن معنى القصر القلبي: رد المخاطب إلى إثبات ما ينفيه، ونفي ما يثبته من الحكم.

والظاهر أن القائلين اليهود؛ لأنه تعالى لما رد عليهم ما قالوه في حقه صلى الله عليه وسلم: (وإن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ وإن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِكَ) بقوله: (قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ)، كما يدل عليه قول المصنف: ((روي عن اليهود- لعنت- أنها تشاءمت برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: منذ دخل المدينة نقصت ثمارها، فرد الله عليهم بقوله: (قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ)))، وكان ذلك أمراً يتعلق بالأمور الدنيوية، أتى برد آخر على ما يتعلق بالأمور الدينية استطراداً، وهو قوله تعالى: (وأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً).

وإنما أوثر التعريف الاستغراقي على العهد والجنس؛ لأنه إذا جعل للعهد والمقام فقد أثبت بعثته إلى بعضٍ دون بعض، وإذا رد زعمهم أنه لم يبعث إليهم بل بعث إلى العرب فتنتفي بعثته عن العرب ويختص، وهو خلف. وأما الجنس فلا يصح أيضاً، لأن الكلام حينئذٍ مع جنس الناس وجنس الجن، ولا قائل: إنه لم يبعث إلى الإنس بل بعث إلى الجن. وأما قصر الإفراد فلا يصح أيضاً؛ لأنه لا يزعم أحدٌ من المخالفين أنه بعث إلى الجن والإنس، فيرد أنه مختصٌّ بالإنس.

قال أبو البقاء: (رَسُولاً): حالٌ مؤكدة، أي: ذا رسالة، ويجوز أن يكون مصدراً، و (لِلنَّاسِ) متعلقٌ بـ (أَرْسَلْنَا).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015