يزل عليها حَتَّى توفي عُمَر، ثُمّ أن عُثْمَان بْن عَفَّان ولاها سعدا ثُمَّ عزله وولى الوليد بْن عقبة بْن أَبِي معيط بْن أَبِي عمرو بْن أمية فلما قدم عَلَيْهِ قَالَ له سَعْد: أما أن تكون كست بعدي أو أكون حمقت بعدك، ثُمَّ عزل الوليد وولى سعد بن العاصي بن سعيد بن العاصي بْن أمية.
وحدثني أَبُو مَسْعُود الكوفي عن بعض الكوفيين قال سمعت مسعر ابن كدام يحدث، قَالَ: كان مع رستم يوم القادسية أربعة آلاف يسمون جند شهانشاه فاستأمنوا عَلَى أن ينزلوا حيث أحبوا ويحالفوا من أحبوا ويفرض لهم في العطاء فأعطوا الَّذِي سألوه، وحالفوا زهرة بْن حوية السعدي من بني تميم وأنزلهم سَعْد بحيث اختاروا، وفرض لهم في ألف ألف، وكان لهم نقيب منهم يقال له ديلم فقيل حمراء ديلم، ثُمَّ أن زياد سير بعضهم إِلَى بلاد الشام بأمر معاوية فهم بها يدعون الفرس، وسير منهم قوما إِلَى البصرة فدخلوا في الأساورة الَّذِينَ بها، قَالَ أَبُو مَسْعُود: والعرب تسمى العجم الحمراء، ويقولون جئت من حمراء ديلم كقولهم جئت من جهينة وأشباه ذلك، قَالَ أَبُو مَسْعُود وسمعت من يذكر أن هؤلاء الأساورة كانوا مقيمين بإزاء الديلم فلما غشيهم المسلمون بقزوين أسلموا عَلَى مثل ما أسلم عَلَيْهِ أساورة البصرة وأتوا الكوفة فأقاموا بها.
وحدثني المدائني، قَالَ: كان أبرويز وجه إِلَى الديلم فأتى بأربعة آلاف وكانوا خدمه وخاصته، ثُمَّ كانوا عَلَى تلك المنزلة بعده وشهدوا القادسية مع رستم فلما قتل وانهزم المجوس اعتزلوا، وقالوا: ما نحن كهؤلاء ولا لنا ملجأ وأثرنا عندهم غير جميل، والرأي لنا أن ندخل معهم في دينهم فنعز بهم فاعتزلوا، فقال سَعْد: ما لهؤلاء، فأتاهم المغيرة بْن شعبة فسألهم عن أمرهم فاخبروه بخبرهم وقالوا: ندخل في دينكم فرجع إِلَى سَعْد فأخبره فأمنهم فأسلموا وشهدوا فتح المدائن مع سَعْد وشهدوا فتح جلولاء، ثُمَّ تحولوا فنزلوا الكوفة مع المسلمين.