فتوح البلدان (صفحة 271)

كيف أنت يا أَبَا سعدة، قَالَ كبير مفتون أصابتني دعوة سَعْد قال العَبَّاس النرسي في غير هَذَا الحديث: إن سعدا قَالَ لأهل الكوفة اللهم لا ترض عنهم أميرا ولا ترضهم بأمير.

وحدثني العَبَّاس النرسي، قَالَ: بلغني أن المختار بْن أَبِي عُبَيْد أو غيره، قَالَ: حب أهل الكوفة شرف وبغضهم تلف.

وحدثني الْحَسَن بْن عُثْمَان الزيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن مجالد عن أبيه عَنِ الشعبي. أن عَمْرو بْن معدى كرب الزبيدي وفد عَلَى عُمَر بْن الخطاب بعد فتح القادسية فسأله عن سَعْد وعن رضاء الناس عنه فقال:

تركته يجمع لهم جمع الذرة، ويشفق عليهم شفقة الأم البرة، أعرابي في تمرته، نبطي في جبايته، يقسم بالسوية ويعدل في القضية وينفذ بالسوية، فقال عُمَر: كأنكما تقارضتما إلينا، وقد كان سَعْد كتب يثني عَلَى عمرو، قَالَ: كلا يا أمير الْمُؤْمِنِين ولكني أنبأت بما أعلم، قَالَ يا عَمْرو: أَخْبَرَنِي عَنِ الحرب، قَالَ: مرة المذاق، إذا قامت عَلَى ساق. من صبر فيها عرف.

ومن ضعف عنها تلف، قَالَ: فأخبرني عَنِ السلاح، قَالَ: سل يا أمير الْمُؤْمِنِين عما شئت منه، قَالَ: الرمح، قَالَ: أخوك وربما خانك قَالَ: فالسهام، قَالَ: رسل المنايا تخطئ وتصيب، قَالَ: فالترس قَالَ. ذاك المجن عَلَيْهِ تدور الدوائر قَالَ: فالدرع قَالَ: مشغلة للفارس متعبة للراجل، وأنها لحصن حصين.

قَالَ والسيف قَالَ: هناك ثكلتك أمك. فقال عُمَر: بل ثكلتك أمك. فقال عَمْرو الحمى أضرعتني إليك قَالَ وعزل عُمَر سعدا وولى عمار بْن ياسر فشكوه وقالوا ضعيف لا علم له بالسياسة فعزله. وكانت ولايته الكوفة سنة وتسعة أشهر، فقال عُمَر. من عذيرى من أهل الكوفة إن استعملت عليهم القوي فجروه. وإن وليت عليهم الضعيف حقروه. ثُمَّ دعى المغيرة ابن شعبة فقال. إن وليتك الكوفة أتعود إِلَى شيء مما قرفت به. فقال: لا، وكان المغيرة حين فتحت القادسية صار إِلَى المدينة فولاه عُمَر الكوفة فلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015