الباب الثاني فيما تضمنته رسالة النبي صلّى الله عليه وسلّم من بيان الحق في أصول الدين وفروعه

رسالة النبي صلّى الله عليه وسلّم تتضمن شيئين هما: العلم النافع، والعمل الصالح، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) } [التوبة: الاية33] .

فالهدى هو: العلم النافع. ودين الحق هو: العمل الصالح الذي اشتمل على الإخلاص لله، والمتابعة لرسوله صلّى الله عليه وسلّم.

والعلم النافع يتضمن كل علم يكون للأمة فيه خير وصلاح في معاشها، ومعادها، وأول ما يدخل في ذلك العلم بأسماء الله وصفاته وأفعاله؛ فإن العلم بذلك أنفع العلوم. وهو زبدة الرسالة الإلهية، وخلاصة الدعوة النبوية، وبه قوام الدين قولاً، وعملاً، واعتقاداً.

ومن أجل هذا كان من المستحيل أن يهمله النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015