من فوائد الحديث: أنه إذا عطس فحمد الله فشمته.
ومفهوم الحديث من فوائده: أنه إذا لم يحمد الله فلا تشمته، وسبق معنى التشميت هو: أن تقول له: يرحمك الله إلى ثلاث مرات، فإذا شمته ثلاث مرات وعطس فى الرابعة فقل له: عافاك الله إنك مزكوم، وقوله: «إِذَا عطس فشمته» هل الأمر هنا للوجوب؛ بمعنى: هل هنا الحق واجب؟ الجواب: نعم، هو واجب، لكن هل هو واجب على الكفاية أو واجب عيني؟ اختلف العلماء في ذلك بناء على قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): «إذَا عطس المسلم - أو قال: المؤمن - فقَالَ: الحمد لله كان حقا على كل مَنْ سمعه أن يقول يرحمك الله».
فظاهر هذا الحديث: أن التشميت واجب لقوله: «كان حقا» وأنه عيني، لقوله: على كل من سمعه، ولكن أكثر العلماء يقولون: إنه فرض كفاية.
ومن فوائد الحديث: - في هذه الجملة -: جواز التعزير بترك المحبوب، يؤخذ ذلك من أنه لما لم يحمد عُزر بترك الدعاء له، والتعزير كما يكون بفوات المحبوب، يكون أيضا بحصول - المكروه، قلنا: إذا عطس ولم يحمد فلا تشمته ولكن هل تذكره؟
الظاهر أنه إذا لم يحمد ولو ناسيا فلا تذكره هل تعلمه إذا كان جاهلاً؟
الظاهر نعم؛ لأننا إذا عرفنا أن هذا الرجل ما ترك الحمد إلا جهلاً فينبغي تعليمه، وفي هذه الحال إذا علمته فقال: الحمد لله هل يجب أن تشمته؟
نقول: هذا الرجل عطس وحمد الله فشمته فيكون لك أجر من جهتين: من جهة أنك علمته ومن جهة أنك شمته، إذا عطس اثنان وحمدا جميعًا فكيف نشمتهما؟ نقول: يرحمكما الله وإن حمد أحدهما أو لأشمته أولاً، ثم الثاني، وإن عطس أحدهما أولاً ولكن حمد آخر فهل العبرة بعطاسه أو بحمده؟ الجواب: بحمده.
ومن فوائد الحديث: أن من حق المسلم على أخيه أن يعوده إذا مرض لقوله: «وإذا مرض فعده» وهل هذا واجب أو لا؟
أكثر العلماء على أنه سنة، والصواب أنه واجب كفائي، وأنه يجب للواحد من المسلمين