موت, فالله تعالى على كل شيء قدير, فهو سبحانه يجعل المعاني أحيانا توزن, وقال بعض العلماء: إن الذي يوزن العامل, وقال آخرون: إن الذي يوزن صحائف الأعمال, وقد مر الكلام على هذا مبسوطاً والحمد لله.
ومن فوائد الحديث: إثبات الميزان, والميزان جاء مفرداً وجاء مجموعاً قال الله تعالى: {فأما من ثقلت موازينه (6) فهو في عيشة راضية (7) وأما من خفت موازينه (8) فأمه هاوية} [القارعة: 6 - 9]. وجاء بلفظ الإفراد مثل: «ثقيلتان في الميزان» فقيل: إنه جمع لأن كل أمة لها ميزان خاص وهو مجموع باعتبار الأمم.
وقيل مجموع باعتبار الإفراد لأن لكل فرد ميزاناً, وقيل إنه جمع باعتبار الموزون, فتعدد الميزان بتعدد الموزون, لأنك إذا جئت بميزان واحد وزنت به مال فلان ومال فلان ومال فلان صار كأنه موازين متعددة.
والأقرب-والله أعلم- أن لكل أمة ميزاناً؛ لأن أعمال الأمم تختلف فيكون لها ميزان بحسب ما يعطيها الله تعالى من الثواب, فميزان هذه الأمة ميزان واحد وميزان الأمم الأخرى لكل أمة ميزان.
ومن فوائد الحديث: فضيلة هذا الذكر: "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم", والله لو أفتى الإنسان دهره كله في هذا لكان الدهر رخيصاً؛ لأنهما ثقيلتان في الميزان, وحبيبتان إلى الرحمن, وخفيفتان على اللسان.
ومن فواد الحديث: استعمال السجع في الكلام؛ لأن السجع في الكلام, ويشد المخاطب إليه ويسهل على اللسان ولكن بشرط ألا يكون متكلفاً.
وبهذا انتهى كلامنا على بلوغ المرام, ونسأل الله تعالى أن يجعله نافعاً لعباده.
يبقى الآن ماذا تريدون أن نقرأ بعد كتاب بلوغ المرام؟
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ...
* * * *
تم بحمد الله