(فأشهد بصر عيني هاتين ووضع إصبعيه على عينيه وسمع أذني هاتين ووعاه قلبي هذا وأشار إلى مناط قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ... ) قال النووي "بصر" بفتح الصاد ورفع الراء و"سمع" بإسكان الميم ورفع العين أي هذا الحديث الذي سأذكره لك هو سمع أذني وبصر عيني ووعي قلبي أي هو مؤكد تأكد اليقين ورواه جماعة بضم الصاد وفتح الراء و"عيناي هاتان" فعل وفاعل و"سمع" بكسر الميم و"أذناي هاتان" فعل وفاعل وكلاهما صحيح فالمفعول محذوف أي بصر عيناي وسمع أذناي ووعي قلبي الحديث الآتي
و"مناط القلب" بفتح الميم عرق القلب وفي بعض النسخ "نياط" بكسر النون وهو بمعناه
(فقلت له أنا) كان الكلام الأول بين أبي اليسر وبين الوليد بن عبادة والكلام الجديد بين عبادة بن الوليد وبين أبي اليسر
(يا عم لو أنك أخذت بردة غلامك وأعطيته معافريك وأخذت معافريه وأعطيته بردتك فكانت عليك حلة وعليه حلة) قال النووي هكذا هو في جميع النسخ "وأخذت" بالواو وكذا نقله القاضي عن جميع النسخ والروايات ووجه الكلام وصوابه أن يقول "أو أخذت" بأو لأن المقصود أن يكون على أحدهما بردتان وعلى الآخر معافريان أما الحلة فهي ثوبان إزار ورداء قال أهل اللغة لا تكون إلا ثوبين سميت بذلك لأن أحدهما يحل على الآخر وقيل لا تكون إلا الثوب الجديد الذي يحل من طيه
(وكان أن أعطيته من متاع الدنيا أهون علي) أي وكان إعطائي له شيئا من متاع الدنيا أهون علي
(وهو يصلي في ثوب واحد مشتملا به) أي ملتحفا به مشتملا به اشتمالا ليس باشتمال الصماء المنهي عنه
(فقال بيده في صدري هكذا) أطلق القول على الفعل أي فضرب بيده في صدري
(أردت أن يدخل علي الأحمق مثلك) المراد بالأحمق هنا الجاهل وحقيقة الأحمق من يعمل ما يضره مع علمه بقبحه
(وفي يده عرجون ابن طاب) العرجون الغصن وابن طاب نوع من النخيل معروف
(فخشعنا) قال النووي بالخاء كذا رواية الجمهور ورواه جماعة بالجيم وكلاهما صحيح والأول من الخشوع وهو الخضوع والتذلل والسكون وأيضا غض البصر وأيضا الخوف وأما الثاني فمعناه الفزع
(فإن الله قبل وجهه) قال العلماء أي الجهة التي عظمها أو الكعبة التي عظمها قبل وجهه ففي الكلام مضاف محذوف أي كعبة الله