المفرد "والحسك" بفتح الحاء والسين نبات له ثمر خشن يتعلق بأصواف الغنم ويتخذ مثله من الحديد آلة حرب.
(وكأجاويد الخيل والركاب) من إضافة الصفة للموصوف، والأصل وكالخيل الأجاويد. يقال: فرس جواد، أي بين الجودة رائع، و"الركاب" معطوف على الخيل، أي وأجاويد الركاب، والركاب ككتاب الإبل، واحدتها راحلة.
(فناج مسلم) مبتدأ محذوف الخبر، أي فمنهم ناج سالم، أو خبر مبتدأ محذوف أي فهم ناج مسلم، و"مسلم" بفتح السين وتشديد اللام المفتوحة.
(ومخدوش مرسل) أصابه خدش وإصابات ثم أرسل وخلص، وفي البخاري "وناج مخدوش".
(ومكدوس في نار جهنم) بالسين. يقال: تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضا، ورواه بعضهم بالشين "مكدوش" وهو أنسب. يقال: كدشه يكدشه إذا ساقه ودفعه دفعا عنيفا.
فهو كقوله: {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا} [الطور: 13].
(حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي بيده نفسي ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار) لفظة "في استقصاء الحق" ضبطت على: أربعة أوجه.
1 - "استيضاء".
2 - استضاء بحذف الياء، يقال: استضاء الأمر إذا طلب وضوحه وبيانه، والمعنى على الوجهين: إنكم إذا عرض لكم في الدنيا أمر مهم والتبس الحال فيه، وسألتم الله تعالى بيانه، وناشدتموه نحوه في استيضائه وبالغتم في هذه المناشدة، لا تكون مناشدة أحدكم أشد من مناشدة المؤمنين لله تعالى، يشفعون لإخوانهم.
3 - استيفاء بالفاء بدل الضاد.
4 - استقصاء.
والمعنى على هذين الوجهين: ما منكم من أحد يناشد الله تعالى في الدنيا في استيفاء حقه أو استقصائه من خصمه المعتدى عليه، بأشد من مناشدة المؤمنين لله تعالى، يشفعون لإخوانهم.
والقسم وجوابه جواب "إذا" والتقدير: إذا خلص المؤمنون كانوا في مناشدتهم الله لإخوانهم أشد منكم في مناشدتكم حقوقكم.
(ربنا لم نذر فيها خيرا) أي صاحب خير.