(فيخرج قوما، قد عادوا حمما) معنى "عادوا" صاروا، وليس بلازم في "عاد" أن يصير إلى حالة كان عليها قبل ذلك، بل معناه هنا صاروا، و"الحمم" بضم الحاء وفتح الميم الأولى المخففة: الفحم، والواحدة حممة.

(فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة) في "النهر" فتح الهاء وسكونها، لغتان، والفتح أجود، وبه جاء القرآن، قال تعالى: {فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر} [البقرة: 249] و"الأفواه" هنا جمع فوهة بضم الفاء وتشديد الواو المفتوحة، وهو جمع سمع من العرب على غير قياس، ففي القاموس: والفوهة كقبرة من السكة والطريق فمه، وأول الشيء، والجمع فوهات بضم الفاء وتشديد الواو المفتوحة، كأن المراد من الحديث مفتتح من مسالك قصور الجنة ومنازلها.

(ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر؟ ) أي ألا ترونها تكون بيضاء مائلة إلى لون الحجر، أو صفراء وخضراء مائلة إلى لون الشجر؟

(ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر، وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض) "يكون" الأولى والثانية تامة، ليس لها خبر، "وأصيفر" و"أخيضر" مرفوعان خبر "ما" وأما "يكون" الثالثة فناقصة، و"أبيض" خبرها، أي ما يوجد ويقع جهة الشمس أصيفر وأخيضر، وما يوجد ويقع جهة الظل يكون أبيض، هذا في حبة السيل، أما ما يخص أهل الآخرة ففيه إشارة إلى أن من يكون منهم إلى الجهة التي تلي الجنة يسبق إليه البياض المستحسن، وما يكون منهم إلى جهة النار يتأخر النصوع عنه، فيبقى أصيفر وأخيضر إلى أن يتلاحق البياض، ويستوي الحسن والنور، ونضارة النعمة عليهم، ويحتمل أن يكون إشارة إلى أن الذين يرش عليهم الماء أولا يسرع إليهم النصوع، وأن الذين يتأخر عنهم الرش يتأخر نصوعهم، لكنهم يلحقون. والله أعلم.

(فيخرجون كاللؤلؤ) في التلألؤ والصفاء، وفي "اللؤلؤ" أربع قراءات في السبع، بهمزتين وبحذفهما وبإثباتها في الأول وبإثباتها في الآخر.

(في رقابهم الخواتم) جمع خاتم، بفتح التاء وكسرها، والمراد بها هنا أشياء من ذهب أو غير ذلك.

(يعرفهم أهل الجنة. هؤلاء عتقاء الله) أي يقولون: هؤلاء عتقاء الله، وفي رواية "يقول لهم أهل الجنة: هؤلاء الجهنميون، فيقول الله: هؤلاء عتقاء الله". وليست هذه التسمية تنقيصا لهم، بل للاستذكار لنعمة الله ليزدادوا بذلك شكرا.

الرواية السادسة

(أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون) أي أهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015