(728) باب إذا أثنى على الصالح فهي بشرى ولا تضره

5847 - عن أبي ذر رضي الله عنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه قال "تلك عاجل بشرى المؤمن".

5848 - وفي رواية عن شعبة عن أبي عمران الجوني بإسناد حماد بن زيد بمثل حديثه غير أن في حديثهم عن شعبة غير عبد الصمد ويحبه الناس عليه وفي حديث عبد الصمد ويحمده الناس كما قال حماد

-[المعنى العام]-

يقول الله تعالى {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم} [آل عمران 188]

نعم الإنسان بطبيعته يحب أن يحمد على خير يفعله ويسعد كثيرا بشكر من يشكره على جميله وليس في ذلك إحباط لأجر المعروف إذا لم يطلب

والمسألة لها طرفان طرف المستفيد الآخذ للمعروف وواجبه أن يكافئ من قدم إليه المعروف بقدر ما يستطيع وفي ذلك حديث "تهادوا تحابوا" وحديث "من قدم إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تقدروا فادعوا له بخير" وما كان النساء أكثر أهل النار إلا لأنهن يجحدن المعروف وينكرنه ولا يكافئنه ولا يعترفن به ولا يحمدن صاحبه بل يكفرن العشير والإحسان إذا أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا تكرهه قالت ما رأيت منك خيرا قط

إن الاعتراف بالمعروف إحسان إلى صاحبه وقد أمر الله تعالى رسوله أن يدعوا لصاحب الزكاة والصدقة حين قال {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم} [التوبة 103] ووعد بزيادة الخير في مقابلة الشكر إذ قال {لئن شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم 7] وفي الأثر "لم يشكرني من لم يشكر من أجريت النعمة على يديه"

الطرف الثاني طرف المعطى للجميل وواجبه أن لا ينبغي بجميله مقابلا فإنه إن بغي مقابلا كان تاجرا وبائعا ولم يكن صانعا لمعروف والأرقى من هذا أن لا ينتظر جزاء ولا شكرا لجميلة إلا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015