الله وهكذا كان السلف الصالح حتى نزل فيهم {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا} [الإنسان 8 - 9]
وكما يبالغ الطرف الأول في الجحود وعدم الشكر قد يبالغ الطرف الثاني في الفرح والإعجاب بقليل ما أعطى ويحب أن يحمد بما لم يفعل
لكن إذا أدى كل من الطرفين واجبه فهل على أي منهما جناح إن الطرف الثاني المعطى يخشى من شكر الآخذ على ما أخذ أن ينقص ذلك من أجر عطائه فيسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أخبرنا عن حكم الرجل الذي يعمل العمل الخير في الغير فيحمده ذلك الغير ويحمده الناس ويحبونه هل ينقص ذلك من أجره فيقول صلى الله عليه وسلم لا لا ينقص ذلك من أجره وإنما هذا بشرى عاجلة بجزاء محفوظ عند الله والبشرى كما هو معلوم غير المبشر به فمن بشرك بالنجاح لم ينتقص النجاح
-[المباحث العربية]-
(أرأيت) أي أخبرني وقد تكرر كثيرا وجه دلالة هذا اللفظ على المعنى المراد والمعنى أخبرني عن حكم الرجل
(ويحمده الناس عليه) أل في "الناس" للعهد والمراد المستفيدون من هذا الخير وبعض العالمين به من المنصفين
(تلك عاجل بشرى) من إضافة الصفة إلى الموصوف أي بشرى عاجلة أي معجلة لجزاء مؤجل
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث]-
1 - حرص الصحابة على الإخلاص في العمل وصفاء الأجر من الشوائب
2 - أن شكر الجميل لا يضر المنعم المعطي ولا ينقصه أجره عند الله بل يزيده
3 - الترغيب في صنع المعروف لينال صاحبه الجزاء من الله والحب من الناس
4 - أن الله تعالى يحب صانع المعروف ويحب الشاكر عليه فحب الناس للمرء هو بوضع الله قبوله في الأرض كما مضى في الحديث السابق
والله أعلم