14 - أخذ من قول الحفظة "ومن معك؟ "أنهم أحسوا برفيق معه وإلا لكان السؤال بلفظ: أمعك أحد؟ وذلك الإحساس إما بمشاهدة لكون السماء شفافة، وإما بأمر معنوي، كزيادة أنوار أو نحوها مما يشعر بتجدد أمر يحسن معه السؤال بهذه الصيغة، ذكره في الفتح، وليس بشيء لرواية البخاري في الصلاة، وروايتنا الخامسة إذ جاءت بلفظ "هل معك أحد؟ ".
15 - استدل بعضهم بقول جبريل: "محمد" على أن الاسم أدل في التعريف من الكنية، وهذا الاستدلال غير واضح، فالتعريف يكون بما اشتهر به المعرف اسما كان أو كنية أو لقبا.
16 - وفيه أنه ينبغي لمن يستأذن أن يقول: أنا فلان - ويسمي نفسه- ولا يقتصر على: أنا، لئلا يلتبس بغيره، ولأنه ينافي مطلوب الاستفهام.
17 - وأن المار يسلم على القاعد، وإن كان المار أفضل من القاعد.
18 - واستحباب تلقي أهل الفضل بالبشر والترحيب والثناء والدعاء.
19 - استنبط ابن المنير من قولهم: "مرحبا" جواز رد السلام بغير لفظ السلام، وتعقب بأن قول النبي مرحبا ليس ردا للسلام، وإنما هو تعقيب على رد السلام، ولعل سقطه من بعض الرواة للعلم به، وقد جاء مصرحا به في رواية البخاري ونصها عند كل نبي "فسلمت عليه، فرد السلام ثم قال: مرحبا".
20 - جواز مدح الإنسان في وجهه إذا أمن عليه الافتتان، قيل: اقتصر الأنبياء على وصفه بهذه الصفة، وتواردوا عليها، لأن الصلاح صفة تشمل صفات الخير، ولذلك كررها كل منهم، والصالح هو الذي يقوم بما يلزمه من حقوق الله وحقوق العباد، فمن ثم كانت جامعة لمعاني الخير.
21 - يؤخذ من قول آدم وإبراهيم "مرحبا بالابن الصالح" إشارة إلى افتخارهما بأبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
22 - فيه أدب موسى ومراعاته جانب النبي - عليهما الصلاة والسلام- إذ أمسك عن جميع ما وقع منه، حتى فارقه النبي صلى الله عليه وسلم فلما فارقه بكى وقال ما قال.
23 - استدل باستناد إبراهيم إلى البيت المعمور على جواز الاستناد إلى القبلة بالظهر وغيره، إذ البيت المعمور كالكعبة في أنه قبلة من كل جهة، وهذا على القول بأن شرع من قبلنا شرع لنا.
24 - وأن الملائكة أكثر المخلوقات، لأنه لا يعرف من جميع العوالم من تجدد من جنسه في كل يوم سبعون ألفا غير ما ثبت من الملائكة في هذا الخبر. قال تعالى: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} [المدثر: 31].
25 - وفيه فضيلة ماء النيل والفرات، ورؤيتهما في السماء من قبيل التمثيل، وإنما أطلق على هذه الأنهار من الجنة تشبيها لها بأنهر الجنة لما فيها من شدة العذوبة والحسن والبركة.
26 - أخذ ابن أبي جمرة من قوله: "نهران ظاهران ونهران باطنان" أن الباطن أجل من الظاهر، لأن الباطن جعل في دار البقاء، والظاهر جعل في دار الفناء، ومن ثم كان الاعتماد على ما في الباطن.