في الأرض، وقال السهيلي: لما كانت زمزم هزمة جبريل روح القدس لأم إسماعيل جد النبي صلى الله عليه وسلم ناسب أن غسل بمائها عند دخول حضرة القدوس ومناجاته.
6 - قال ابن أبي جمرة: في قوله "ثم حشي إيمانا وحكمة" إن الحكمة ليس بعد الإيمان أجل منها، ولذلك قرنت معه، ويؤيده قوله تعالى: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ... } [البقرة: 269]. اهـ.
وهذا الحشو يحتمل أن يكون على حقيقته، وتجسيد المعاني جائز، كما جاء في تجسيد الموت في صورة كبش، وكذا وزن الأعمال وغير ذلك من أحوال الغيب. قال النووي، ويحتمل أنه من باب التمثيل، وتمثيل المعاني وقع كثيرا، فقد مثلت له الجنة والنار في عرض الحائط قاله البيضاوي.
7 - قال النووي: في قوله: "كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره" دليل على جواز نظر الرجل إلى صدر الرجل، ولا خلاف في جوازه، وكذا يجوز أن ينظر إلى ما فوق سرته وتحت ركبته إلا أن ينظر بشهوة إلى كل آدمي إلا الزوج لزوجته ومملوكته، وكذا هما إليه، وإلا أن يكون المنظور إليه أمرد، حسن الصورة فإنه يحرم النظر إليه، إلى وجهه وسائر بدنه، سواء كان بشهوة أو بغيرها، إلا أن يكون لحاجة البيع والشراء والتطييب والتعليم ونحوها. اهـ.
8 - يؤخذ من قوله: (فربطته بالحلقة) الأخذ بالاحتياط في الأمور وتعاطي الأسباب، وأن ذلك لا يقدح في التوكل على الله. قاله النووي. وأنكره حذيفة، إذ روي عند أحمد والترمذي من حديث حذيفة قال: تحدثوا أنه ربطه؟ أخاف أن يفر منه وقد سخره له عالم الغيب والشهادة؟ قال البيهقي: المثبت مقدم على النافي، يعنى من أثبت ربط البراق معه زيادة علم على من نفى ذلك، فهو أولى بالقبول.
9 - فيه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ببيت المقدس، وأنكرها حذيفة أيضا، واحتج بأنه لو صلى فيه لكتب عليكم الصلاة فيه كما كتب عليكم الصلاة في البيت العتيق، ورده الحافظ ابن حجر فقال: إن أراد بقوله: "كتب عليكم" الفرض منع التلازم، وإن أراد التشريع فقد فرض النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة في بيت المقدس، فقرنه بالمسجد الحرام وبمسجده في المدينة في شد الرحال في قوله: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى" وذكر فضيلة الصلاة فيه في غير ما حديث.
10 - أخذ منه بعضهم أن للسماء أبوابا حقيقية.
11 - وحفظة موكلين بها.
12 - وأن الباب كان مغلقا. قال ابن المنير: وحكمته التحقق من أن السماء لم تفتح إلا من أجله بخلاف ما لو وجده مفتوحا.
13 - وفيه إثبات الاستئذان.