عمر رضي الله عنهما "بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة ... " وذكر الحديث في قصة عيسى صلى الله عليه وسلم (وهذا الجواب إن صلح بالنسبة للرواية الخامسة عشرة والسادسة عشرة فإنه لا يصلح بالنسبة للرواية العاشرة والحادية عشرة).
رابعها: أنه صلى الله عليه وسلم أري أحوالهم التي كانت في حياتهم ومثلوا له في حال حياتهم كيف كانوا؟ وكيف حجهم وتلبيتهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: "كأني أنظر إلى موسى" و"كأني أنظر إلى عيسى" و"كأني أنظر إلى يونس" عليهم السلام (وهذا جواب حسن، ويزيده حسنا لو قلنا: إنه صلى الله عليه وسلم تخيلهم كذلك وتمثلهم في نفسه، بناء على ما أوحي إليه من أمرهم في دنياهم، وهذا الجواب بالنسبة للرواية العاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة، وفيها كأني أنظر، أما بالنسبة للرواية الخامسة عشرة والسادسة عشرة فخير جواب أنها رؤيا منام في غير ليلة الإسراء. والله أعلم).
-[ويؤخذ من الحديث فوق ما تقدم]-
1 - يؤخذ من قوله في الرواية السابعة "أحد الثلاثة بين الرجلين" تواضعه صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه.
2 - وجواز نوم الجماعة في موضع واحد، وثبت من طرق أخرى أنه يشترط ألا يجتمعوا في لحاف واحد.
3 - استدل بعضهم بقوله: "ثم غسله في طست من ذهب" على جواز استعمال إناء الذهب، ورده النووي بأن هذا فعل الملائكة واستعمالهم، وليس بلازم أن يكون حكمهم حكمنا. فيحتاج إلى إثبات كونهم مكلفين بما كلفنا به، وتعقبه الحافظ ابن حجر. فقال: لا يكفي أن يقال: إن المستعمل له كان ممن لم يحرم عليه ذلك من الملائكة، لأنه لو كان قد حرم على محمد صلى الله عليه وسلم استعماله لنزه أن يستعمله غيره في أمر يتعلق ببدنه المكرم. ثم قال: ولعل ذلك كان قبل أن يحرم استعمال الذهب في هذه الشريعة. ويمكن أن يقال إن تحريم استعماله مخصوص بأحوال الدنيا، وما وقع في تلك الليلة كان الغالب أنه من أحوال الغيب، فيلحق بأحكام الآخرة. اهـ.
4 - قال الحافظ ابن حجر: وقد أبعد من استدل به على جواز تحلية المصحف وغيره بالذهب، وقال: خص الطست لكونه أشهر آلات الغسل عرفا، والذهب لكونه أغلى أنواع الأواني الحسية وأصفاها، ولأن فيه خواص ليست لغيره، يظهر لها هنا مناسبات، منها أنه من أواني الجنة، ومنها أنه لا تأكله النار ولا التراب، ولا يلحقه الصدأ، ومنها أنه أثقل الجواهر فناسب ثقل الوحي. اهـ.
قال السهيلي: إن نظر إلى لفظ الذهب ناسب من جهة إذهاب الرجس عنه، وإن نظر إلى معناه فلوضاءته ونقائه وصفائه، ولأنه أعز الأشياء في الدنيا. اهـ.
5 - فيه فضيلة ماء زمزم على جميع المياه، قال ابن أبي جمرة: وإنما لم يغسل بماء الجنة لما اجتمع في ماء زمزم من كون أصل مائها من الجنة، ثم استقر في الأرض، فأريد بذلك بقاء بركة للنبي صلى الله عليه وسلم