دنا منه عمر وثب إليه، فطعنه ثلاث طعنات [رواية البخاري "أن الطعن كان بعد أن كبر" أصح من رواية ابن سعد التي فيها "أن القتل كان وهو يسوي الصفوف"] إحداهن تحت السرة، وهي التي قتلته، وفي رواية "كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة، وكان يستغله أربعة دراهم - أي كل يوم - فلقي عمر، فقال: إن المغيرة أثقل علي، فقال: اتق الله، وأحسن إليه، ومن نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه، فيخفف عنه، فقال العبد: وسع الناس عدله غيري؟ وأضمر على قتله، فاصطنع له خنجرا، له رأسان، وسمه، فتحرى صلاة الغداة، حتى قام عمر، فقال: أقيموا صفوفكم، فلما كبر طعنه، فسقط" وعند مسلم "أن عمر خطب فقال: رأيت ديكا نقرني ثلاث نقرات، ولا أراه إلا حضور أجلي" زاد في رواية "فما مر إلا تلك الجمعة، حتى طعن" وفي رواية "طعن أبو لؤلؤة نفرا، فأخذ أبا لؤلؤة رهط من قريش، منهم عبد الله بن عوف فطرح عليه خميصة كانت عليه" وعند ابن سعد "أن عبد الله بن عوف أحتز رأس أبي لؤلؤة، بعد أن نحر نفسه".

ونعود إلى عمر في حديث البخاري "وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف، فقدمه، قال عمرو بن ميمونة فمن كان يلي عمر فقد رأى الذي أرى، وأما من في نواحي المسجد فإنهم لا يدرون غير أنهم فقدوا صوت عمر، وهم يقولون: سبحان الله. فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف صلاة خفيفة" في رواية "بأقصر سورتين في القرآن: إنا أعطيناك الكوثر، وإذا جاء نصر الله والفتح" وزاد في رواية "ثم غلب عمر النزف حتى غشي عليه، فاحتملته في رهط حتى أدخلته بيته، فلم يزل في غشيته حتى أسفر" أي بدأ ضوء الصبح، فنظر في وجوهنا، فقال: أصلى الناس؟ فقلت: نعم. قال: لا إسلام لمن ترك الصلاة، ثم توضأ وصلى" وفي رواية ابن سعد "فتوضأ وصلى الصبح فقرأ في الأولى: والعصر وفي الثانية قل يا أيها الكافرون قال: وتساند إلي وجرحه يثغب دما، إني لأضع إصبعي الوسطى فما تسد الفتق".

في رواية البخاري: لما انتهى عبد الرحمن بن عوف من الصلاة، وقبل أن يغمى على عمر "قال يا ابن عباس انظر من قتلني؟ فجال ساعة - أي وقتا قصيرا - ثم جاء، فقال: غلام المغيرة قال: الصنع؟ - أي الصنايعي؟ - قال: نعم. قال: قاتله الله، لقد أمرت به معروفا، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام" وفي رواية "الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند الله بسجدة سجدها له قط" وفي رواية "يحاجني بلا إله إلا الله" وفي رواية "لا تعجلوا على الذي قتلني. فقيل: إنه قتل نفسه، فاسترجع عمر، فقيل له: إنه أبو لؤلؤة، فقال: الله أكبر" ثم قال لابن عباس: "قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة". وفي رواية "فقال عمر: هذا من عمل أصحابك كنت أريد أن لا يدخلها علج من السبي، فغلبتموني" وفي رواية "قال عمر: من أصابني؟ قالوا: أبو لؤلؤة، واسمه فيروز، قال: قد نهيتكم أن تجلبوا عليها من علوجهم أحدا، فعصيتموني" قيل: وكان العباس قد قال لعمر: إن عمل المدينة شديد لا يستقيم إلا بالعلوج، وكان العباس من أكثر الصحابة استخداما لهم، فقال عبد الله بن عباس: إن شئت فعلت؟ أي قتلت علوجنا - قال: كذبت. بعد ما تكلموا بلسانكم؟ وصلوا قبلتكم؟ وحجوا حجكم؟ "وكان عمر رضي الله عنه يخشى أن يكون وراء القاتل محرضون، وأن يكون قد ظلم في حكمه جماعة دون قصد فخططوا لهذا العمل، فقال لابن عباس - وكان يحبه ويدنيه - يا عبد الله بن عباس. اخرج فناد في الناس: أعن ملأ منكم كان هذا؟ فقالوا: معاذ الله. ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015